عبد الفتاح عبد المنعم

الطريق إلى كرسى الرئاسة يبدأ من العتبات المقدسة

الخميس، 01 أبريل 2010 07:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل كانت مصادفة أن يؤدى كل من الدكتور محمد البرادعى والدكتور أيمن نور - أبرز شخصيتين يتطلعان للوصول إلى حكم مصر صلاة الجمعة الماضية فى مسجدى الحسين والسيد البدوى، اللذين يعتبرهما الأغلبية العظمى من المصريين، قبلتهم وقت الحاجة والشدة؟
بالتأكيد الأمر لم يكن صدفة، فكلا الرجلين على دراية واطلاع كاملين بطبيعة المصريين الدينية، وأن مخاطبتهم ودغدغة مشاعرهم تبدأ من داخل المساجد والكنائس، وبصفة خاصة التى بها أضرحة أولياء الله الصالحين، أو أحفاد الرسول الكريم التى يعتبرها المصريون عتبات مقدسة، من دخلها احتل مكانة خاصة فى قلوبهم.

هذا المشهد لايختلف كثيرا عن مشهد اعتلاء محمد على كرسى الحكم ، والذى جاء بمباركة مشايخ الأزهر، وعلى رأسهم الشيخ عمر مكرم، وعلى نفس المنهج سار أحفاده من الأسرة العلوية فى حكم مصر.

حتى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فإنه لم يحصل على صك الشعبية إلا بعد خطبته الشهيرة من على منبر الأزهر الشريف فى أعقاب العدوان الثلاثى على مصر عام 56، وسار على نهجه الرئيس الراحل أنور السادات والملقب بالرئيس المؤمن، ولم يخرج الرئيس مبارك عن هذا النهج وإن نفذه بطرق مختلفة.

لهذا.. فليس غريبا أن يسير على ذلك البرادعى أو نور، وأن يكون أول تدشين لطريقهما لحكم مصر، السير للعتبات المقدسة، سواء إسلامية أو قبطية، فهى الطريق الأقرب لقلوب المصريين، وزيارة الحسين أو السيد البدوى أو مساجد أخرى والصلاة فيها، هو جزء حقيقى من حملات إعلامية تخدم كل من يريد كرسى الرئاسة.

فجميع المصريين حتى ولو اختلفت ثقافاتهم، فإن لديهم إيمانا أن زيارة مثل هذه «العتبات المقدسة»، تعطيهم مصداقية دينية وشعبية. إذاً، المشهد الآن تحول من الدعاية السياسية إلى الدعاية الشعبية والدينية، وتحولت حملات طرق الأبواب كما يطلق عليها د. أيمن نور إلى حملات زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين، لربما يجدون فيها ما لم يجدوه فى زياراتهم لتجمعات شعبية أخرى، أو اجتماعات نخبوية أبعدتهم كثيرا عن النبض الحقيقى للشارع.

ماذكرناه عن البرادعى ونور، يعد منسجماً وخصوصية قوة الاعتقاد الدينى عند المصريين بكرامات الأولياء، والقدرات الخارقة لأناس بحكم شجرتهم الدينية. ومعلوم أن مصر تعد بلد أولياء الله الصالحين، وبلد الزوايا ومجمع الصوفية على مختلف مذاهبها، وهو ما يجعل المجتمع المصرى، أو بالأحرى تنشئته الاجتماعية روحانية وصوفية، تنهل من مرجعية القوى الخارقة لعدد من أولياء الله.. فهل ستحل بركة هؤلاء على الدكتور محمد البرادعى أو أيمن نور للوصول إلى حكم مصر؟ اعتقد أن إجابة هذا السؤال هى النفى، لأنه من السهل أن تحصل على بركة من زيارتك لضريح، ولكن من الصعب أن تحصل على البركة من شعب يؤمن بالحكمة القائلة: «الناس على دين ملوكهم» وليس أوليائهم الصالحين، حتى لو صلى الحالم بحكم مصر الصلوات الخمس فى ضريح الحسين أو السيدة زينب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة