يجيب الدكتور "يوسف زيدان" عن أسئلة قراء "اليوم السابع" فى حوار مفتوح حول القضايا الخلافية التى يطرحها فى مؤلفاته مثل رواية "عزازيل" وكتاب "اللاهوت العربى".
ويعد "زيدان" من أكثر الشخصيات العلمية والأدبية المثيرين للجدل، وذلك لتفجيره العديد من القضايا التاريخية والأدبية فى أبحاثة ورواياته.
والدكتور "يوسف زيدان" تخرج فى كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1980، وحصل على الماجستير فى الفلسفة الإسلامية عام 1985 بتقدير امتياز، ثم حصل على الدكتوراه عام 1989 بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، ويعمل حاليا مديرا لمركز ومتحف مخطوطات مكتبة الإسكندرية.
يذكر أن زيدان أصدر ما يقرب من 55 إصدارا ما بين تحقيق المخطوطات والفلسفة الإسلامية والرواية، إلا أن أشهر أعماله هى روايته "عزازيل" الصادرة عن دار الشروق عام 2008 والتى حصلت على جائزة "البوكر" للرواية العربية عام 2009 وترجمت إلى عدة لغات، وأثارت جدلا واسعا واعتراضا من الكنيسة، حيث صور فى روايته الراهب "هيبا" بطل العمل يمارس الرذيلة مع أكثر من سيدة ويخضع لرغباته الجنسية.
بالإضافة إلى البابا "كيرلس عامود الدين" الذى رأى زيدان فى روايته أنه ارتكب مذابح وجرائم كبيرة وقتل العلماء من الوثنيين مثل اليونانية "هيباتيا"، كما تعرض أيضا للخلاف الذى كان قائما بين الكنائس فى القرون الوسطى، حيث كان هناك صراع ما بين الكنائس الشرقية وعلى رأسها "نسطور" وبين كنيسة الإسكندرية وعلى رأسها "كيرلس".
وقد صدر كتابان للرد على الرواية الأول "الرد على البهتان" للأنبا بيشوى، والثانى "عزازيل جهل بالتاريخ أم تزوير للتاريخ؟" للقمص عبد المسيح بسيط الذى اتهم "زيدان" بالإلحاد فى حوار له مع "اليوم السابع" وأقام "زيدان" ضده دعوى سب وقذف.
كما أثار زيدان "جدلا كبيرًا بعد صدور كتابه "اللاهوت العربى وأصول العنف الدينى"، والذى أكد فيه أن علم الكلام الإسلامى ما هو إلا امتداد للتراث المسيحى الذى كان منتشرا فى منطقة الهلال الخصيب مما دعا الدكتور "حسن حنفى" الفيلسوف الكبير لاتهامه بأن الكتاب جاء لاسترضاء الكنيسة، إلا أن معارك "زيدان" مع الكنيسة" لم تتوقف حتى الآن، فقد طالبها مؤخرا بإقامة تمثال للصحابى "عمرو بن العاص"، مشيرا إلى أنه هو الذى أنشأ الكنيسة المرقسية وجعل لها كيانا مما جعل الكنيسة تسارع بالرد عليه وتتهمه بالتزوير والتخريف.
كل هذه المعارك تجعل "زيدان" الروائى والباحث وأستاذ الفلسفة محورا لجدل لا ينتهى، لأنه مصر على أن يبحث فى المنطقة الملغومة التى يتداخل فيها الدين مع التراث.