يبدو أن المظلومين فى الأرض درجات، وليست هناك عدالة فى نشر شكوى المظلوم.. فإذا كنت مظلوما من المهمشين لا تملك قوة أو حصانة تساندك أو جماهير تهتف لك وتكسر مدرجات الآخر وتذهب إلى مبنى اتحاد الكرة لتقذف الحجارة، ولست ضمن قائمة الفضائيات الرياضية، فأنت مظلوم درجة عاشرة.. سوف يتم اغتيالك سرا دون أن يشعر بك أحد، وهذا ما لاحظته عندما تقدم محمد رمضان، مدير الكرة بالمقاولون العرب، باستقالته السرية لشعوره بظلم الحكام ضد فريقه فى 9 مباريات، وبالطبع قدم إليهم رمضان هذه الاستقالة وذهب ليمارس هواية الجلوس فى منزله، وبالطبع هناك مظلوم يستطيع أن يعبر عن ظلمه بطرق أخرى متعددة ويرفض الاغتيال السرى لأنه أولا يملك ناديا كبيرا بحجم الزمالك ومعه جماهيره يستطيع أن يحركها ضد الظالم، حتى لو كان الظلم من وجهة نظره فقط.. ويستطيع أن يبث الرعب فى قلب الآخر مع الضغط على كل الحكام معا، ولذا فلا أرى عجبا ولا استغرابا فى رد فعل إبراهيم حسن، وكيف نحدد له معالم الطريق عندما يريد أن يعبر عن غضبه وشاهدنا مدير الكرة بالمقاولون لم يشعر به أحد.. كيف نطالبه بالهدوء فى زمن أصحاب الصوت العالى والجعجعة والبلطجة هم الفائزون دوما ومنتصرون.. ونحن نرى أن القائمين على لعبة كرة القدم لا يطبقون عدلا ولا يقيمون عدالة ولا يفندون لنا لماذا الكيل دوما بأكثر من مكيال.
مهما كانت خطيئة إبراهيم حسن من نزوله أرض الملعب وهياجه وسط اللاعين للبحث عن فريسة يفتك بها.. ومهما كانت ردود أفعاله لشعوره بالظلم فلن نستطيع توبيخه أو لومه لأننا أمام واقعة قبلها بأسابيع وقدم فيها رمضان المقاولون نموذجا طيبا ومثاليا للاعتراض، أنظروا كيف أن الفضائيات لم تكلف خاطرها وتبحث عن أسباب هذا الظلم لكى يعرف الظالم أن له نهاية.. وحتى اتحاد الكرة لم يفكر فى سماع أقوال هذا المظلوم ولم يكلف أحد خاطره ليبحث عن الصرخات المكتومة لمحمد رمضان والمقاولون العرب والآن جلسوا واجتمعوا لكى يبحثوا عن أزمة الزمالك وإبراهيم حسن وبالطبع وجدتها الفضائيات فرصة عظيمة وكبرى لكى تعطى دروسا فى الأخلاق الحميدة وترتل لنا معانى الفضيلة، وأخيرا سؤالى إليك عزيزى القارئ: ماذا تفعل عندما تشعر بالظلم أتكون مثل محمد رمضان وتبتعد فى هدوء عن المجال العام أم تسعى لتأخذ حقك بيديك مثل إبراهيم حسن؟
> تهل علينا كل فترة زمنية هوجة صحفية أو إعلامية عن فضائح كثيرة وأوراق ومستندات تدين رجالات داخل اتحاد الجبلاية وسرعان ما يحدث إسكات مفاجئ مباغت لتلك الهوجة، ويتم إغلاق الملف المفتوح فجأة دون أن نعرف بالضبط من المتهم أو من المخطئ، ولماذا تم فتح هذا الملف ومن وراء إغلاقه دون حلول أو نتائج أو تبرئة الذين كانوا متهمين. فبالأمس القريب صاحت الصحافة على تصريحات محمود الشامى الذى كان ممثلا لاتحاد الكرة فى اتحاد شمال أفريقيا وهاجت الأقلام والفضائيات وماجت ولم نصل إلى إذا ما كان الشامى مدانا أو بريئا.. أهى تصريحات حقيقية أم انفعالية أم شو إعلامى أراد بها أن تكون على أوراق الصحف فقط.. وبالطبع لأن النسيان نعمة كبرى فقد تاه الملف دون معرفة حقيقية لمسألة اتحاد شمال أفريقيا.. وجاءنا وأطل علينا أيضا ملف آخر مفاجئ وهو اتهامات واضحة حول مباراتنا أمام إنجلترا وشكك البعض فى أزمة تذاكر الطيران والإقامة والدخل العام وحدث رغى كبير واتهامات كثيرة طالت الجهاز الفنى الكروى بقيادة شحاتة وغريب، وظن الجميع أنه سنرى بشرا يدافعون عن أنفسهم، أو جهة رقابية كروية داخل اتحاد الكرة تبحث عن حقيقية هذه الاتهامات إلا أننا كالعادة كان الصمت هو الحل السحرى لتلك الاتهامات. وإن كنت أرى أن الفرصة باتت سانحة لكى نعرض عقد مباراة مصر وإنجلترا على الرأى العام لنعرف بالضبط كل الحقائق كاملة، ونكشف عن السماسرة الذين تربحوا فى العقود السابقة التى لا نسمع عن أساطيرها وحواديتها إلا من الغرف المغلقة داخل اتحاد الكرة.. ويبدو أن البعض يظن أن حالة التلاهى أو التناسى أو الذاكرة الممسوحة كافية لإغلاق ملفات الفساد ولا يعرف هؤلاء أن هناك جهات رقابية لا تغلق ملفات فاسدة إلا بعد تنظيفها وتطهير الجروح المتقيحة فيها لتصل إلى الحقائق الكاملة لأننا نمر بظروف قاسية بعد حالة الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات التى سادت وباتت يوميا على رصيف مجلس الشعب.. فأرى أنه آن الأوان لكى تعود هذه الملايين المنهوبة فى المباريات الدولية التى أدارتها أياد لهفت ونهبت ملايين خلال السنوات السابقة تحت حجة أن الفريق الكروى الأول ينتصر، وهذه فرصة لكى يفسد المفسدون ويسرق السارقون وينهب الناهبون.. وهذه الفئة يبدو أنها شريكة أساسية لهؤلاء السماسرة.
> لماذا لا يقوم الداعية الإسلامى بتقريب وجهات النظر والمصالحة بين عمرو دياب وتامر حسنى بعدما قام بمبادرة بالصلح بين مرتضى منصور وشوبير.. أليس المطربان الكبيران نجمين من العيار الثقيل وسوف يضيفان إليه شو إعلاميا جديدا وصيتا وهوسا ويجعلانه فى الصورة.. لتزيد نجوميته ويعرفه الفكهانى والمكوجى والميكانيكى والنجار والحلاق ويشار إليه بالبنان أينما يذهب.. هل نسى الداعية الكبير أن العلم والشريعة والدين والأحكام كفيلة بأن تجعله فى أعلى عليين.. وأنجم النجوم الحقيقية.. أزعم أن الداعية خالد الجندى يعرف جيدا نجومية الشيخ متولى الشعراوى وكيف أحبه الناس.. كل أطياف وألوان الناس فى المحروسة وأزعم أن نجوميته كانت حقيقية بلا ابتذال أو تقزيم لدور الداعية والإسلام معا وأسأله لماذا حضرت هذه الجلسة الممسوخة طالما آثرت السكوت التام واكتفيت بالمسبحة الكبرى التى لا أعرف مغزاها حتى الآن.. وكيف تصمت وأنت المفروض فى جلسة حق عندما نجد كتاب الله يصعد على الهواء ويقسم عليه المتخاصمان.. ألا يكفينا أن نقسم بالله العظيم كما تعلمنا وعرفنا فى مدارسنا الابتدائية.. أما الإعلامى الكبير محمود سعد فلا أطالبه إلا بالاعتذار فورا لكل الشعب المصرى الذى أصيب بالصدمة الكبرى عقب هذه الحلقة التى انتهت بالفشل الذريع، وأزعم أن سر صدمة الناس فى الإعلامى الكبير تعود إلى عشقهم وشعورهم دوما أن الإعلامى الكبير قريب منهم.. وربما إذا كانت هذه المصالحة وهذه الحلقة أجراها أحد غير الإعلامى الكبير لما كانت هناك ردود أفعال بهذا الشكل الكبير، ولذا فالصدمة الكبرى نتاج الحب الكبير ولذا وجب الاعتذار.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة