عادل السنهورى

ربيع التغيير والهجمة الإعلامية الأمريكية

الثلاثاء، 13 أبريل 2010 07:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكثيرون لا يثقون فى موقف الولايات المتحدة الأمريكية من مطالب الإصلاح والتغيير فى مصر.

والهجمة الإعلامية الأمريكية الكاسحة والغربية على الأوضاع الحالية فى مصر قد تبدو مريبة وغير مفهومة فى ظاهرها، فالنظام فى مصر حليف وصديق للغرب والولايات المتحدة، ويؤدى دوره بإتقان وإخلاص مع احتفاظه ببعض الخلافات الشكلية فى وجهات النظر.

إذن لماذا هذا الهجوم الإعلامى والمطالب بدعم الإصلاح والتغيير فى مصر، وتحفيز الرئيس الأمريكى أوباما على التحرك واستغلال الوضع السياسى المتوتر لإحداث التغيير المنشود، والضغط على النظام للاستجابة لدعوات الإصلاح؟

هل لظهور شخصية دولية مرموقة مثل الدكتور محمد البرادعى على رأس المطالبين بالتغيير فى الخريطة السياسية المصرية علاقة بالحملة الإعلامية الغربية، وتحريض الإدارة الأمريكية على التعامل بحزم مع مصر إلى الحد الذى تصف فيه صحف ومنظمات لها تأثيرها فى صناعة القرار الأمريكى قمع احتجاجات 6 أبريل بـ«الوحشية من قوات الأمن المصرى ضد المتظاهرين».

لقد صمتت تلك الصحف والمنظمات من قبل على قمع مشابه ولم تحرك ساكنا، ولم تشن هجوماً واسعاً على النظام المصرى، فعلى سبيل المثال ما حدث من عمليات تزوير فاضحة فى انتخابات 2005 وخاصة فى المرحلتين الثالثة والرابعة منها، مر وكأن هناك موافقة ضمنية من الإدارة الأمريكية على القمع والتزوير.

أعتقد أن إدارة أوباما غير قادرة على إحداث أى تغيير فى أى مكان، وسوف تكتفى مثلما فعلت وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون بالتصريحات الهلامية، فالإدارة غارقة فى الأزمة الاقتصادية التى ورثتها عن الإدارة السابقة لجورج بوش الابن، والقضايا والمعارك الداخلية لإدارة أوباما لاتتيح له الوقت للاهتمام بالشؤون الخارجية بالقدر الكافى بل هى غارقة أيضاً فى مستنقعات العراق وأفغانستان، وليس لديها الرغبة فى الاستمرار فى تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة فى المنطقة، وبالتالى فهى منشغلة عن «أصوات التغيير» فى مصر أو غيرها، فليس هناك خلاف جذرى مع النظام الحالى، وليس هناك ما يستدعى لأحداث «ربيع آخر» مثلما فعل الاتحاد السوفيتى السابق فى ربيع براغ عام 1968 لتغيير زعيم الحزب الشيوعى فى تشيكوسلوفاكيا السابقة الذى أراد تغيير النهج السياسى للبلاد وتهديد المنظومة الأمنية لحلف وارسو. فالنهج السياسى فى مصر يحقق للإدارة الأمريكية ما تريد إلا إذا تبدلت المصالح وانتفت أسباب الاستمرار وفق المنظور الأمريكى، وهو ما تظهره السوابق التاريخية للولايات المتحدة مع حلفائها السابقين سواء صدام حسين فى العراق أو ماركوس فى الفلبين أو نورييجا فى بنما.

لذلك جاء بيان وزارة الخارجية المصرية منسجما مع الدهشة من بيان الخارجية الأمريكية واعتبرته «خوضاً فى الشأن الداخلى المصرى بغير علم أو دراية»، بسبب قمع المتظاهرين فى احتجاج 6 أبريل لأنها «مسائل سياسية داخلية» لم يسبق للإدارة الأمريكية الاعتراض عليها.

وفى ظنى أن تحريض الواشنطن بوست أوغيرها للرئيس أوباما على التحرك والطيران بحجة أن مصر تمر بنقطة تحول، وأن الوضع الراهن لم يعد يحتمل الاستمرار مع ظهور البرادعى، لن يسفر عن شىء، فالتغيير المأمول لن يأتى من واشنطن ولن يكون مقبولاً ولم يحدث تغيير فى أوطان أخرى إلا بنضال وتضحيات أبنائه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة