سيقولون إن لكل معركة ضحايا.. وها هم القتلى. لكن ما ذنب هؤلاء.. بعد أن شملت قائمة ضحايا «التهليل والتكبير» باسم الدكتور محمد البرادعى «محدث السياسة الجديد» بعض العاملين بالخارج وخاصة فى دول الخليج باستثناء قطر التى تشجع أى تيار فيه إهانة للنظام المصرى، بل ترعى كل دعاة الانفصاليين عن الحكومة المركزية فى القاهرة، واسألوا كل أعضاء التنظيمات الأصولية التى تعيش وتمرح فى العاصمة القطرية الدوحة، ولا أعرف حتى الآن تفسيرا لهذا الموقف القطرى تجاه النظام المصرى.
واعتقد أن الدوحة ترد على موقف مصر مما يعرف بانقلاب الابن «الشيخ حمد» على الأب «الشيخ خليفة» فى منتصف التسعينيات، وقتها وقفت حكومة القاهرة مع الأب ووفرت الرعاية له، وقيل وقتها إن مصر شاركت فى انقلاب فاشل ضد الأمير الحالى ووقتها شنت الأجهزة الأمنية القطرية حربا ضد كل ما هو مصرى وتم تصفيتهم وترحيل 99% منهم، ثم زاد فى النار بين البلدين وجود وزير خارجية قوى فى قطر وهو الشيخ حمد بن جاسم الذى يعد الرجل القوى فى الدوحة، هذا الوزير لعب دورا غريبا فى ضرب العلاقات بين القاهرة والدوحة أكثر من مرة رغم الصداقة التى كانت تجمع بين أمير قطر والرئيس مبارك، لكن وزير الخارجية نجح فى تجميد العلاقات على مستوى الأمير والرئيس.
لهذا كله كان منطقيًا أن يرحب النظام فى قطر بفتح مقر لما يعرف باسم جمعية التغيير التابعة لجماعة البرادعى، ويسمح لهذه الجمعية بممارسة دورها ضد النظام المصرى، وهذا ما شجع الإخوة فى الكويت لتكرار التجربة فى العاصمة الكويتية بتدشين فرع لهذه الجمعية التى لا يعرفها الغالبية العظمى من المصريين، ولولا الصحافة لما التفت إليها أحد سوى النخبة التى تعيش فى قصر عاجى، وتريد أن تحصد شهرة ومجد المعارضة الفشنك التى ورطت الشعب المصرى لسنوات طويلة فى حرب فقدنا الكثير بسببها، ولكن هذه الجمعية وجدت السلطات الكويتية أنها جمعية تقلب الناس ضد نظام شقيق، وهذا حقها، وبدأت فى القبض على أنصار أخينا البرادعى فى الكويت، وتستعد لترحيلهم وقبلها فصلهم من وظائفهم لأنها ترفض أى عمل سياسى ضد دوله شقيقة.
وهنا لا ألوم موقف حكومة الكويت، فهذه هى سياستها، ولكن ألوم الإخوة فى جمعية البرادعى الذين لديهم من الثروات ما يجعلهم يرتدون زى المعارضة وهم مطمئنون لما لديهم من ثروات بالملايين، فلا أحد يقنعنى أن الأخ البرادعى لا يملك الملايين من الدولارات فى البنوك المصرية أو الأجنبية، ولا يقنعنى أحد أن بعضهم لا يملك من الثروات ما يجعله يعارض، وهو يضمن أنه سيذهب لبيته ليأكل أفضل أنواع الكافيار، حتى إخواننا من حركة كفاية فأغلبهم لديه مال وفير، ولكن إخواننا المناضلين فى الكويت أو الدول الخليجية، وهم معرضون الآن للطرد من هذه البلاد وكذلك «التفنيش» من أعمالهم، سيعودون لمصر يبحثون عن وظيفة بـ100 جنيه، أم أنهم سيمارسون السياسة وسيضمن لهم الأخ البرادعى عملا حقيقيًا أم أنه سيتخلى عنهم.
أنا هنا لست ضد البرادعى وجمعيته، ولكن ضد أن تصل لعنته لمجموعة تحفر فى الصخر فى دول عربية شقيقة ترفض أن يخالف أحد قوانينها، وأقول مرة أخرى إنه على الإخوة فى الأقطار العربية الذين يفضلون ممارسة السياسة أن يعودوا إلى مصر وينضموا إلى جمعية البرادعى أو كفاية أو حتى الإخوان المسلمين أو أى حزب معارض، وأن يلعبوا سياسية إذا أرادوا داخل مصر، وإن كنت أرى أنهم بهذا أصيبوا بلعنة البرادعى، لأننى أفضل أن أعيش فى بلد أعمل وأجمع كل قرش على أن أمارس سياسة فاسدة لن تقدم أو تؤخر، بل على العكس سوف تتسبب فى أن تعيدنى إلى القاهرة دون أن أحقق طموح الثراء الذى سيبعدنى عن البرادعى أو النظام المصرى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة