تولى الشيخ الجليل أحمد الطيب مشيخة الأزهر الشريف وسط حالة كبيرة من الحراك السياسى والاجتماعى والفكرى والدينى على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى، واتفق الجميع على أن مهمة «الطيب» صعبة وثقيلة لأنه يمثل أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم، ومن المعروف أن جزءا كبيرا من مكانة مصر عالميا وإقليميا تعتمد على مكانة الأزهر فى قلوب وعقول العالم الإسلامى، لذا حرص 6 من الدعاة المستنيرين على أن يرسموا خريطة النجاة للأزهر الشريف فى مستهل ولاية جديدة لشيخ جليل نال احترام وتقدير الكثيرين، وفى رسائلهم التى اختصوا «اليوم السابع» بتوصيلها لفضيلته حرص كل واحد منهم على أن يدلى برؤيته ورأيه الشخصى من أجل العمل على رفعة الأزهر وتأكيد رسالته الوسطية وريادته للعالم الإسلامى.
الملفات عديدة والتحديات كبيرة والثقة فى قدرات الإمام لم يختلف عليها أحد من دعاتنا المستنيرين، خالد الجندى ومحمد هداية ومحمد جبريل وخالد عبدالله ومصطفى حسنى وشريف شحاتة.. كل هؤلاء اتفقوا على محبة الطيب وتقديره، وأعربوا عن ثقتهم الكاملة فيه، وأرسلوا وصاياهم وأمنياتهم لفضيلته كل حسب رؤيته.
خالد الجندى: اعتدالك سينهى مشكلات القرآنيين والسلفيين والمتنصرين
يا فضيلة الإمام، أحببتك قبل أن تكون شيخا للأزهر، على مائدة التصوف، وبساط الزهد، وفى وعاء المحبة، واحترمناك جميعا أزهريين وغيرهم، عالما ممتلئا بالمعرفة والخشوع والتواضع، ورأيناك فارسا، يقاتل بشراسة من أجل الحق والخير والوسطية، ما تخليت يوما عن مبادئك، وما تغيرت بتغير منصبك، ولم تتلوث يداك بسحت المال ولا شهية المنصب، لذلك كله نلتف حولك ونشد على يدك وندعم جبهتك، ونؤمن بأفكارك ونرى فيك الامتداد الطبيعى لسلسلة العلماء العظام الذين تولوا مشيخة الأزهر فكانوا نعم الأئمة والعلماء.
يا فضيلة الإمام، أنت ترى ما وصل إليه حال الدعاة وحالة الدعوة، وترى ما وصل إليه العلماء من تراشق بالاتهامات وتبلبل للأفكار وبلبلة لعقول الناس، وترى ما آلت إليه قلوب العلماء من انغماس فى أمور الدنيا، فقلت هيبتهم، وضعفت شوكتهم، وتفرقت كلمتهم، وأنت ترى استعلاء الآراء المتطرفة وانتشار الأفكار المتشددة على واقع الشارع المصرى الغارق أصلا فى همومه ومشاكله، مع غياب الفكر الوسطى المستنير والرأى الميسر، ولغة المحبة، وإصلاح ذلك كله دورك.
يا فضيلة الإمام، أصبح للفساد أبواق يتكلمون بها فى الفضائيات ويطبعون بها الكتب والمحاضرات وينسخون بها الأشرطة والسيديهات فأين علماء الأزهر من كل هذا؟ لقد استفحل أمر القرآنيين، وظهر المرتدون وبدأت بشائر المتنصرين، وطغت كلمة السلفيين المتشددين، وسمعنا من ينكر الله بيننا، ومن يتطاول على صحابة الرسول، ومن ينكر سنة نبينا ومن يشتم الأزهر، ومن يعتدى على ثوابتنا، ومن يحاول نشر الفاحشة بيننا، والتصدى لذلك هو دورك.
يا فضيلة الإمام نقول لك كما قيل لنبينا محمد «صلى الله عليه وسلم»، «اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون»، لكن قاتل بالحجة والمنطق والحكمة والموعظة الحسنة واحترام الآخر، ونحن نعرف فيك من السماحة ما يستوعب أطياف الوطن جميعا.
يافضيلة الإمام.. علمنا محبة آل البيت، وكيف تجمع تلك المحبة بين الأب وولده والمرء وجاره، والرجل وصديقه، ثبتك الله وأعانك ويسر أمرك واستعملك برحمته فيما يحبه ويرضاه.
مصطفى حسنى: انشر وسطية الإسلام فهى سبيل الخلاص من المشاكل
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، رسالتى إليك ستكون قصيرة جدا، بدايتها تهنئة من قلبى على منصبك الجديد، تهنئة أرسلها باعتبارى ابنا لك، محبا للأزهر ولعلمه الشامل وفكره الوسطى المستنير، كما أبارك لأنفسنا نحن على تولى فضيلتكم منصب «شيخ الأزهر».
وكما كانت رسالة التهنئة موجزة ستكون توصيتى لك موجزة أيضا، وتتلخص فى توصيتك بنشر وسطية الإسلام فهى السبيل للخلاص من المشاكل التى نعيشها وصلاح الأحوال، وهذه مسئولية الأزهر الشريف، لذا أسأل الله لفضيلتكم التأييد والرشاد لنشر وسطية الإسلام وبسط المحبة والألفة على كل البشر مصريين وغيرهم، بتياراتهم وأفكارهم وانتماءاتهم وعقائدهم المختلفة وأتمنى أن يكون الأزهر فى الأعوام القادمة ملجأ لكل طلبة العلم، وأن يتخذوا منه مرجعيتهم العلمية.
محمد هداية: متفائلون بك خيرا وأتمنى الاهتمام بموقع الأزهر على الإنترنت
أحمل إليك تهانى حارة منى ومن جميع المصريين فى الدول التى زرتها مؤخرا وهى السعودية والأردن على توليك منصب «شيخ الأزهر الشريف» وأود أن أبلغك أن الكل متفائل بك خيرا وسعيد باختيارك شيخا للأزهر، وأسأل الله أن يجعل فيك الأمل والخير للأمة وللمسلمين جميعا فأنت نموذج للرجل المحترم، وفوق كل وصف وقد تعاملت معك عن قرب فلم أر منك إلا كل ما يجعلنى مطمئنا على مستقبل الأزهر بين يديك، وأنا وجميع المصريين نتمنى لك التوفيق والسداد.
سيدى الشيخ الجليل، أمامك حفنة من الملفات الملغومة التى تنتظر الحل التى أتوقع أن تنهج فيها النهج السليم كما عهدتك دائما أعلم أنك تعمل وفق نظام مؤسسى تعتمد فيه على مستشارين تستند إلى آرائهم الفقهية.
وبالنسبة للتعليم الأزهرى فأنت ونحن معك أمام اتجاهين الأول يدعونا لزيادة العلوم الدينية والشرعية والتقليل من العلوم الدنيوية والطبيعية والثانى على العكس منه يدعو إلى ترجيح كفة العلوم الدنيوية على علومنا الشريعة والفقهية وكلاهما على خطأ، فعليك أن تختار طريقا وسطيا بين الاتجاهين فلنهتم بالعلوم الدنيوية التى تدخلنا عصر المعرفة والتكنولوجيا ولا نترك العلوم الدينية لأن فيها فلاح الدنيا والآخرة، وأتمنى أن تهتم سماحتك بموقع الأزهر الشريف على الإنترنت ليصبح منبرا نخاطب من خلاله كل دول العالم فعليك شيخى أن تعيد الأزهر إلى سابق عهده يوم كان لؤلؤة تشع نورا واعتدالا ووسطية وتنطلق منها دعاوى الإسلام وسماحته.
محمد جبريل: نسألك نصرة الأقصى وإكرام أهل العلم أسوة بالفنانين
أبدأ حديثى إليك بطلب الرحمة والمغفرة للشيخ الكبير «محمد سيد طنطاوى» رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وأهنئ فضيلتك بهذا المنصب الموفق، وأتمنى أن تكون خير خلف لخير سلف، وأسال الله لك التوفيق والقبول وأن يحافظ على الأزهر قبلة العالم الإسلامى، ويجعل كلمتك دائما حرة ولا تخشى فى الله لومة لائم.
أطلب منك يافضيلة الشيخ تطوير مناهج الأزهر وحذف كل ما فيه من حشو وليس فيه فائدة، وأسألك أن تكرم أهل العلم أفضل تكريم أسوة بالفنانين، لأننى عندما أطالب بتعليم الناس لابد أن يكون بيتى مستورا أولا حتى لا يمد العالم يده للآخرين، وأن يجعل «الطيب» كلمة الأزهر حرة ولا سلطان لأحد عليه، فما طالب الله الزيادة لرسوله إلا من العلم حينما قال الله تعالى «وقل ربى زدنى علما»، ولم يقل مالا أو جاها، لأنه بالعلم يرفع الله بيوتا لا عماد لها وبالجهل يهدم بيوت العز والشرف، كما أتمنى أن تكون للأزهر الكلمة العليا فى حل مشاكل المسلمين كسابق عهده، خاصة ما يحدث للأقصى الأسير، فنحن نعلم أن اليهود على باطل ويدافعون عن باطلهم، ونعلم أننا أصحاب حق وقضيتنا حق، ولكن للأسف محامينا فاشلون، فالخلل فينا وليس فى إسلامنا ولا أملك إلا أن أقول «اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا وانزع الوهن من قلوبنا واجمع كلمتنا لنصرة دينك والأقصى الأسير» وإذا كنا لسنا أهلا لهذا النصر فأقول له كما قال عبدالمطلب عندما جاء أبرهة ليهدم الكعبة «للبيت رب يحميه» ولا حول ولا قوة إلا بالله.
خالد عبدالله: ابتعد عن السياسة ولا تعادِ «الإخوان» أو السلفيين أو الصوفية وتجنب الشيعة
يا شيخنا الجليل.. اعلم جيدا أن هذا المنصب تكليف أمام الله وليس تشريفا أمام الناس، لذا أرجو منك أن تتجنب المصادمات التى حدثت من شيخ الأزهر الراحل مع الرأى العام فيما يتعلق بالقضايا السياسية فلابد أن يكون لك مستشارون مؤتمنون ترجع إليهم قبل أن تفتى ولا تتخذ موقفا مؤيدا للدولة على حساب رؤيتك الفقهية، فلتفت بما يمليه عليك ضميرك وواجبك أمام الله تعالى حتى لو كنت معارضا للدولة ولموقفها، أما إذا كان موقفك مطمئنا إلى موقف الدولة ومؤيدا لها فتجنب الإفتاء حتى لا يتهمك العامة بالموالاة وتفقد الثقة لديهم فلتنأ بنفسك عن مواضع الشبهات لتصبح الفتوى شأنا دينيا خالصا بعيدا عن السياسة وحساباتها، وعليك أن تنزع نفسك من الانتماء إلى أى جماعة فأنت ملك للمسلمين جميعا فلا تتخذ موقفا معاديا من السلفيين أو الإخوان المسلمين أو الصوفية أو غيرهم وإن صادفت هوى فى نفسك لإحدى الجماعات دون غيرها فلتحتفظ به لنفسك ولا تطلع عليه أحدا، فشيخ الأزهر الإنسان يختلف عن شيخ الأزهر الذى يعتلى المنبر فالأول إنسان بمشاعره وأحاسيسه وأفكاره ورؤيته والثانى مسؤول أمام الله وأمام المسلمين جميعا فما يحق للأول لا يحق للثانى، ولتفتح المجال أمام غير الأزهريين للتعلم فى الأزهر لنوسع رقعة الدعوة وننشر الإسلام والوسطية والاعتدال، وأرجوك أن تتصدى للدعاوى التى تطالب بتقليص دراسة العلوم القرآنية مثل دعوة «رئيس الوزراء الأخيرة» فنحن بحاجة إلى زيادتها وليس التقليل منها، وأتمنى أن توسع الفرصة أمام النساء لتعلم الفقه والدعوة الإسلامية فالداعيات الموجودات على الساحة الإعلامية الآن قليلات وقلة الداعيات والفقهيات يدفع النساء للاستعانة بالرجال فى أمورهن الفقهية مما يسبب لهن الحرج أحيانا، وأتمنى أيضا أن تستمر فى إغلاق ملف التقريب بين السنة والشيعة الذى أغلقه شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوى رحمه الله، فالشيعة يسبون الصحابة والتقارب معهم نوع من العبث وإضاعة الوقت، فليس بيننا وبينهم ما يستحق التقريب، وفى النهاية أتمنى أن تجهز الأزهر للمرحلة المقبلة فنحن فى عصر يسب فيه الصحابة ويهان فيه الرسول ونواجه حملات شعواء من العلمانيين والمأجورين والعملاء الذين يدعون على دين الله ويهدمون أسس العقدية ويشككون فيما اتفق عليه مما يؤدى إلى حيرة الناس وضياعهم فعليك أن تجهز الأزهر لمهمة الدفاع عن الإسلام ضد مهاجميه.
شريف شحاتة: فلتفتح الأبواب لكل متعطش لعلوم دينه
تهنئتى القلبية إليك ياشيخنا على تولية منصب شيخ الأزهر، وإن كان هذا المنصب وهذه المكانة، تكليفاً وليس تشريفاً فى تحمل أعباء الدعوة الإسلامية وحمل الرسالة النبوية، من خلال منبر الأزهر الشريف، جعله الله منارة هدى للسائرين وسبيل نجاة للتائهين.
رسالتى إليك أمنية أرجو الله أن يعينك على تنفيذها وهى أن يفتح الأزهر - كمؤسسة لها ثقلها وثقتها وحبها - أبوابه إلى كل متعطش لتعلم دينه، وكل باحث يريد أن يتعلم شريعته، فهناك الكثير من الشباب الذى يرغب فى تعلم دينه من خلال مؤسسة الأزهر الشريف، كما أود أن تُفعل دروس العلم بالمسجد الأزهر وتكون المواعيد معلنة سواء فى مجلة الأزهر أو من خلال قنوات أخرى حتى نوفر للشباب منبعا يرتوون منه علوم دينهم، كما أتمنى أن تزيد الأنشطة الخاصة بالشباب من معسكرات ومشاريع خيرية يتم الاعتماد فيها على الشباب، فهم عصب الأمة وأداة إصلاحها، وعلى الأزهر استخدامهم لصلاحها.
فى رسائل خاصة تنشرها «اليوم السابع».. الدعاة المستنيرون يرسمون ملامح مرحلة الأزهر المقبلة ويضعون للشيخ الجليل خريطة نجاة أكبر المنابر الإسلامية وطريق وصوله لمكانته الحقيقية
وصايا الدعاة الجدد لشيخ الأزهر
الجمعة، 02 أبريل 2010 01:42 ص
أحمد الطيب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة