بعيداً عن المنافسة على لقب الدورى المحلى للموسم الحالى.. والخناقات المتتالية.. والأزمات المتلاحقة.. واتهامات التحكيم.. وغيرها من الأحداث التى طلت على هذا الموسم الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة..
أصبح الآن هناك ضرورة للتحدث فعلياً عن تجربتى الأهلى والزمالك فى الاعتماد على «صناعة محلية» بإسناد مهمة رجل الدور الأول إلى مدربين مصريين والابتعاد عن «عقدة الخواجة»، ففى القلعة الحمراء تم إعطاء الثقة لحسام البدرى للقيام بهذا الدور بعد رحيل البرتغالى مانويل جوزيه من أجل خوض تجربة مع منتخب إفريقيا وسط «أدغال إفريقيا»، وفى القلعة البيضاء بعد جدل كبير وسوء النتائج على يد الفرنسى هنرى ميشيل فى بداية الموسم تم اتخاذ خطوة جريئة بإسناد المهمة لحسام حسن قبل نهاية مباريات الدور الأول.
منذ بداية تجربة حسام البدرى تعالت الأصوات قائلة بإنه سيكون جوارديولا مصر فى مسيرة النجاح مع مدرب شاب يقود فريقاً كبيرا، وذلك فى إشارة واضحة إلى المدرب الشاب جوسيب جوارديولا المدير الفنى لبرشلونة الإسبانى الذى تذوق طعم النجاح مع البارسا، وقاده من انتصار إلى آخر، ومن بطولة لأخرى، وأصبح لقب جوارديولا مصر ملازماً للبدرى من خلال النتائج الجيدة التى حققها فى الدور الأول واعتماده على الشباب الصاعد وإدخال طريقة 4/4/2، وبدأ الجميع يتحدث عن ذلك، رغم أنه من وجهة نظرى كان مبكراً الحكم على تجربة وليدة من دون الانتظار إلى النتائج النهائية. الموقف ذاته تكرر مع حسام حسن بعدما تولى مقاليد الإدارة الزملكاوية للفريق الكروى، ونجح فى قيادة الفريق وانتشاله من الضياع، واستطاع أن يستعيد له بريقه المفقود منذ 5 سنوات «عُجاف»، صام فيها الزمالك عن أى إنجاز يُذكر غير إحراز بطولة كأس مصر فى الموسم قبل الماضى والتى جاءت بشق الأنفس وبفضل دعوات الجماهير البيضاء.. ووجدنا الأصوات تتعالى، وتؤكد أن حسام حسن هو جوارديولا مصر «الحقيقى»، خاصة فى ظل تقارب السن بين حسام وجوارديولا الإسبانى ولنتائجه الجيدة.. وأصبح الأمر محيراً للجميع، وشهد اختلافاً فى وجهات النظر حول من جوارديولا مصر.. البدرى أم حسن!
بين وجهتى النظر المرصودتين.. يكون لى رأى مختلف.. حيث إننى أرى أن الحكم على تجربتى الحسامين يجب أن تمتد لفترة عمرية أخرى، وتحديداً مع نهاية الموسم الكروى المقبل، ليتم رصد النتائج بواقع ملموس.. أما من ناحية من يستحق لقب جوارديولا مصر.. فأرى أنه بحسابات الورقة والقلم فإن طارق العشرى المدير الفنى لحرس الحدود صاحب هذا اللقب، لأنه سبقهما فى هذه الخطوة، ويحسب له أن خاض هذه التجربة مع فريق صاعد ليس بحجم ناديى القمة، ونجح فى تسطير تاريخ له ولفريقه بحصد لقبين، هما بطولة كأس مصر وكأس السوبر المحلى، وفى الوقت الذى بدأ يخطو فيه خطوة جديدة للذهاب إلى اللقب الأكبر بالمنافسة على الدورى العام، وجدنا فريقه يتعرض لهزة كبيرة بسبب رغبة اللاعبين فى البحث عن الأموال مع أكبر الأندية، لكننا وجدناه يتماسك مرة أخرى، ويعود لمنطقة اللعب مع الكبار.. وهو ما يثبت فعلياً أنه الأحق باللقب حتى الوقت الراهن.
فاصل أخير
التقييم الذى ينطبق علي تجربة الحسامين فى الوقت الحالى.. هو أن حسام البدرى مازال يبحث عن ذاته، فالبداية بالنسبة له كانت من خلال مساعيه للخروج من «عباءة» جوزيه، والآن يريد أن يثبت أنه لا يسير على درب أحد، ويسعى إلى إثبات أحقيته فى التواجد داخل القلعة الحمراء فى شخصية الرجل الأول، ولكن يتحتم عليه «التريث» وعدم الانزلاق خلف المهاترات والابتعاد عن العصبية، حتى يسلك طريق النجاح لمنتهاه.. ونفس الأمر ينطبق على حسام حسن مع اختلافات طفيفة، وهى أن حسام «شارب» من مدرسة المدرب الكبير «الجنرال» محمود الجوهرى..