إبراهيم ربيع

المتعصبون مرضى «الانفصام» لهم الطوارئ

الجمعة، 23 أبريل 2010 12:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأهلى أكبر وأعرق الأندية المصرية والعربية والأفريقية ولا يحتاج لقضايا ترفع من شأنه؛ لأنه مرفوع القامة دائما.. ولذلك كان غريباً ومثيراً لعلامات الاستفهام هذا العداء الذى أعلنه للتوأم حسام وإبراهيم حسن لمجرد أنهما ذهبا للزمالك لقيادة فريق الكرة لدرجة شعرنا معها أن لقاء القمة الذى أقيم يوم الجمعة الماضى لم يكن بين الأهلى والزمالك بل بين الأهلى والتوأم..

لا يمر يوم إلا ومنابر الأهلى الإعلامية تنتقد أو تتهكم أو تسخر من التوأم..ولا تمر فرصة للإيقاع بهما أو بأحدهما حتى تسرع إلى استغلالها وكأن هناك هدفاً وضعته هذه المنابر وهو الفصل السريع بين التوأم والزمالك.. وتبادر المنابر الزملكاوية للرد ومقاومة الهجوم المنظم لكنها منابر متنافرة المصالح؛ لأنها تابعة لمصادر، مصالحها داخل النادى متنافرة.. وكان السلوك السيئ لإبراهيم حسن فى مباراة الزمالك واتحاد الشرطة فرصة للإيقاع بين التوأم ومجلس الإدارة وتم الطرق بشدة على هذه الواقعة، خاصة أن كثيرا من أعضاء المجلس استاؤوا من التصرف.. لكن أجهض التوأم هذه المحاولة بمبادرة الصلح السريعة مع مسؤولى اتحاد الشرطة، وبحسن تصرف حسام حسن خلال المباراة وفى ذروة أحداثها المثيرة.

هناك حالة من التطرف تذهب وتجىء بين الناديين وتزداد عنفاً مع الأحداث التصادمية المباشرة بين القطبين، سواء فى مباريات القمة أو فى سباق التعاقد مع اللاعبين الجدد.. وبين حالات التطرف تظهر حالات الانفصام فى الشخصية، فتجد كاتباً حديث العهد بالكتابة والصحافة يعارض بشدة أن تكون قناة الأهلى محايدة، وهى فى الأساس تعبر عن النادى وتحمل اسمه، فى نفس الوقت الذى يتحدث فيه نفس الأشخاص عن طبيعة القناة العامة التى تمارس الإعلام كما يمارسه التليفزيون الرسمى أو التليفزيون الخاص.

ومن المفارقات الغريبة فى هذا الانفصام الإعلامى الذى يعانى منه الإعلاميون الأهلاوية والزملكاوية، أن مجلة الأهلى -وهى وسيلة إعلامية تابعة للنادى- تأخذ بسياسة الانحياز، بل واللجوء كثيراً إلى الهجوم الشرس على أى قلم أو ميكروفون ينتقد الأهلى، وغياب «العمومية» فى التناول الإعلامى، فلا مكان للآخرين إلا ما ندر من مرات أو مساحات.. بينما قناة الأهلى وهى وسيلة إعلامية مرئية موازية للوسيلة المقروءة تفتح أبوابها للآخرين وتريد أن تنافس نظراءها من القنوات لكنها لا ولن تستطيع؛ لأن جوهرها متحيز، وشكلها محايد، وهذا نوع من الانفصام أو الازدواجية التى تربك المرسل والمتلقى.

وهى نفس حالة مجلة الزمالك التى لا ترى إلا ناديها، ولا ترى إلا نفسها، وتعتبر الآخر عدواً.. وعندما تنطلق قناة النادى التليفزيونية سوف تعانى أيضاً الانفصام أو الازدواجية والارتباك الإعلامى..لكن الخطورة أن يؤدى وجود القناتين على الساحة الإعلامية إلى تغيير السياسة الإعلامية السيئة إلى سياسة أسوأ.. وفى الحقيقة هذا ما نتوقعه من صدام هوائى فضائى يعبر عن حقيقة سيطرة المتطرفين من الجانبين على الأرض.. ولن يهم المسؤولين الكبار فى الناديين ما هو مرفوع من شعارات وأبرزها «المبادئ» التى تذهب هى الأخرى وتجىء حسب الظروف وحسب الاحتياج لها.. فالمبادئ التى يرفعها الأهلى فى الإدارة والتى بسببها وبفضلها فشلت جهود عودة الهارب عصام الحضرى هى نفس المبادئ التى تجعل زميلا مستحدث النعمة بالكتابة والذى أفضل أن ألقبه بالتعيس وليس السعيد أبداً، يفرد أسبوعياً زاوية «شتامة» وبالاسم لأى شخص يشك حتى فى أنه لا يسير فى ركب الأهلى.. ولا أدرى لماذا هذا العشق للسب والقذف فى الناس بلا مبرر.. لماذا لا يتحدث هؤلاء المنفلتون المتعصبون فى القضايا ويتبادلون الحجة بالحجة مع المختلفين معهم.. لماذا كل ما يقوله الآخر خطأ أو جريمة تستحق العقاب..

مثل هؤلاء فى الطرفين تتعجب من أحوالهم.. فهم فى الظاهر محاطون بمظاهر التدين.. ذقون وطقوس وصلاة فى مواعيدها وحج وعمرة.. وفى الباطن قدر هائل من الغل والحقد والضغينة وسوء المعاملة مع الآخرين رغم أن جوهر الدين هو المعاملة والتسامح والسلام مع البيئة المحيطة.. تكاد تعتقد عند الاحتكاك بهم أنهم مرضى بالانفصام فى الشخصية.. والخطر كل الخطر أن هؤلاء هم الذين سيسيطرون ويتحكمون مستقبلاً فى الساحة الإعلامية المرشحة للتصادم، عندما تتناطح قناتا الأهلى والزمالك.. هؤلاء هم الذين يستحقون تطبيق قانون الطوارئ لأنهم شديدو الخطر على السلام الاجتماعى بعد أن أصبحت كرة القدم هى الشغل الشاغل لشعب مكبل بقيود لا تسمح له بأى ممارسة حرة فى أى مجال من مجالات الحياة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة