«مغامرة» البرتغالى جوزيه مورينيو المدير الفنى لنادى إنتر ميلان مع عالم التدريب تستحق تسليط الضوء عليها، ليس لأنه تمكن من «ترويض» برشلونة الإسبانى فى ذهاب وإياب دور الثمانية لدورى الأبطال الأوروبى، وإنما لقدرته على التحدى والبحث «الدؤوب» والدائم على طريق النجاح فى أى مكان يتواجد فيه.. فالمدرب البرتغالى منذ وصوله إلى إيطاليا غير الكثير فى الإنتر، فقد نقل إلى لاعبيه عقلية الفوز وعدم الرضا بأى هزيمة وزرع بهم روحًا كبيرة نشاهدها على اللاعبين فى كل مباراة تلو الأخرى.
مورينيو صاحب باع كبير فى العمل مع أكثر من نادٍ فى أوروبا، بدءًا من بلاده، مروراً بإسبانيا وإنجلترا، والاستقرار الحالى فى إيطاليا.. لكنه دائم الإثارة للجدل بسبب التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة، فهو من النوعية التى تريد فرض يد من حديد على فريقه ونجومه للتركيز فى المباريات والبطولات، فهو ينتمى للمدرسة البرتغالية التى تعتمد على هذه الطريقة فى التعامل، ولعل الجماهير والإعلام المصرى لمس ذلك عن قرب من خلال البرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى السابق للأهلى. بحكم معرفتى بالكرة الإيطالية، أرى أن مورينيو هو الأنسب للتعامل مع المنظومة الكروية الإيطالية - وتحديداً مع ناديه «الإنتر» - التى تحتاج إلى الشخصيات القوية من أجل السيطرة على حالات «التمرد» بين اللاعبين، وهو ما يتسم به مورينيو الذى يمتلك شخصية قوية للغاية منحت الكثير من الهيبة للفريق، فهو قادر على التعامل مع المشاكل بشكل مثالى، وهو ما ثبت من خلاله تعامله مع مشكلة ماريو بالوتيلِّى الأخيرة.
مورينيو نجح فى تحقيق المعادلة الصعبة مع الإنتر هذا الموسم فى المنافسة على جميع البطولات.. فمنذ بداية الموسم الحالى، والإنتر يقدم مستويات جيدة للغاية، وتمكن الأفاعى من الوصول إلى أبعد الحدود وتخطى كل الصعاب التى كان يعانى منها خلال السنوات الماضية بسبب سوء التنظيم الإدارى، وأثبت الفريق بقيادة مورينيو وكوكبة نجومه الجدد والقدامى قوتهم فى الدورى الإيطالى الذى يشهد منافسة حقيقية وحامية بين الإنتر وروما على القمة، بالإضافة إلى ذلك وصل الأفاعى هذا الموسم على الصعيد الأوروبى إلى نصف نهائى دورى أبطال أوروبا الذى استعصى على الأفاعى لسبع سنوات، آملين فى الوصول إلى نهائى لم يذوقوا طعمه منذ 45 عامًا، وكذلك، وصل الإنتر إلى نهائى كأس إيطاليا.
مواجهة الإنتر وبرشلونة.. أثبتت أن مورينيو بالفعل «فهم» طبيعة الكرة الإيطالية التى تعتمد بالأساس على التنظيم الدفاعى «الصلب» والاعتماد على الهجمات المرتدة، واستغلال النسبة الأكبر من الفرص التهديفية التى تتاح لهم أمام مرمى المنافس، وما أضافه المدرب البرتغالى لهذه الطريقة هو التغيير الخططى الدائم على حسب طبيعة المنافسة، والتى تنوعت هذا الموسم للإنتر، بعد أن استغل مورينيو أكثر من طريقة وتوظيف اللاعبين بالشكل المناسب، حيث إنه اعتمد على خطط مختلفة هى.. 4 - 3 - 3، و4 - 2 - 3 - 1، و4 - 3 - 1 - 2، و4 - 4 - 2.
جوارديولا المدير الفنى لبرشلونة حقق العديد من الإنجازات مع البارسا لاخلاف فى ذلك، لكن يجب التأكيد على أنه يمتلك «كوكبة» من النجوم بقيادة «الساحر» الأرجنتينى ميسى ساعدته كثيراً على تحقيق ذلك.. فجوارديولا يمتلك حماس الشباب ويكتسب الخبرة يوماً بعد يوم.. إلا أنه حينما اصطدم بخبرة مورينيو، لم يبذل الجهد الكافى لهذه المواجهة وانتظر طويلاً حتى يستطيع نجومه «نصب» السيرك المعتاد لهم أمام الفرق المنافسة.. حتى فوجئ بالتكتيك الخططى للإنتر من إخراج المدرب البرتغالى الذى نجح فى تحقيق أول فوز على برشلونة بفارق هدفين، وهو مالم يحدث مع الفريق الإسبانى منذ فترة بعيدة قد تصل إلى 115 مباراة لم يلق فيها الفريق الهزيمة سوى مرات قليلة وبفارق هدف واحد فقط، ليأتى مورينيو ليكسر هذه القاعدة.
خالد بيومى
مورينيو يحقق «المعادلة الصعبة» مع الإنتر بـ«المدرسة البرتغالية»
الخميس، 29 أبريل 2010 07:14 م