◄◄ جبرائيل ونخلة يتهمان زيدان بازدراء الأديان فى حديثه بـ«اليوم السابع»
تقدم أمس كل من نجيب جبرائيل المحامى، ورئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، ومحامى الكنيسة المصرية، والمحامى ممدوح نخلة عضو الاتحاد الدولى للمحامين بباريس، ورئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان، ببلاغين منفصلين إلى النائب العام ضد المفكر الأكاديمى والروائى الدكتور يوسف زيدان مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، يتهمانه فيهما بازدراء الدين المسيحى والإساءة لمعتقداته الثابتة.
جاءت هذه الخطوة عقب تصريحات زيدان فى ندوة «اليوم السابع» التى أجاب فيها عن أسئلة القراء وقال فيها إن العصور التى سبقت مجىء «عمرو بن العاص» كانت أكثر ظلاماً وقسوة على المسيحيين، وأن ما يلقنونه للأطفال فى مدارس الأحد ويحشون به أدمغة القاصرين ما هو إلا أوهام وضلالات تجعلهم فى عزلة عن المجتمع، وتسهل على الكنيسة استخدامهم سياسياً. كما أوضح «زيدان» أن التأثر بالأساطير هو الذى جعل المسيحيين يعتقدون أن الله هبط لينقذ البشرية فى الأرض، وعلق على ذلك قائلاً: «طب ما كان ينقذنا وهو فوق». وكانت «اليوم السابع» قد نشرت هذه التصريحات فى العدد السابق الصادر 20 أبريل.
وعن أسباب تقديمه بلاغا للنائب العام ضد زيدان، قال نجيب جبرائيل إنه صمت كثيراً عن تصريحات زيدان المسيئة للعقيدة المسيحية، وجاء الوقت لمحاكمة زيدان على كل كلمة تفوه بها وتهكم فيها على المعتقدات المسيحية، وقال إن إساءته للعقيدة المسيحية متعمدة ولن تتوقف إلا إذا وقفنا له بالمرصاد، ولن نسكت على أفعاله وإساءته بعد اليوم.
وأضاف جبرائيل: إن المسيحيين لم يشعروا بالأمان يوماً فى عصر عمرو بن العاص، الذى لا يختلف كثيراً عن العصر الرومانى الذى عانينا فيه من الاضطهاد والتعذيب، ولم يقدم شيئاً طيباً للمسيحيين، بل على العكس تم نهب أموال الكنيسة وحرق مكتبة الإسكندرية فى عهده، الذى كان غزوا وليس فتحا، ومازلنا نجنى ثمار تلك العصور الظالمة، فكيف يقول زيدان إنها أزهى عصور المسيحية ويدعى أن عمرو بن العاص لم يضطهد المسيحيين. وقال ممدوح نخلة لـ«اليوم السابع» إنه لن يتراجع عن قرار مقاضاة زيدان، مشيراً إلى أنه محتفظ بأرشيف يحوى جميع نصوص الإساءة للعقيدة المسيحية التى كتبها زيدان فى بحث أو مقالة، والتصريحات التى أدلى بها فى كل مكان، ووصف نخلة زيدان بأنه عنصرى يكره الأقباط ويضطهدهم ويتعمد دوما الإساءة لعقيدتهم، مشيراً إلى أن ما ذكره زيدان فى ندوة «اليوم السابع» ليس الأول من نوعه فقد سبق أن أساء للأقباط من خلال روايته عزازيل ووصف الكنيسة المصرية بأنها كانت فاشية فى عهد البابا كيرلس الأول، وأتعجب كيف يطلب منا أن نحترم عمرو بن العاص ونقيم له تمثالا ونحن لم نشهد أى شىء طيب فى عهده. وتساءل نخلة: كيف يحق لزيدان التدخل فى العقيدة المسيحية بهذا الشكل، وهل يقبل يوما أن يقول شخص مسيحى هذا الكلام عن النبى محمد؟ وهل يمكن أن يمس العقيدة الإسلامية هو أو غيره تحت مسمى حرية التعبير. ودعا نخلة كل الأقباط للتضامن معه فى حملة ضد يوسف زيدان قائلاً: إن الظلم وصل للمدى ولابد من إيقافه عند حده.
وفى الوقت نفسه أعرب عدد من رجال الدين المسيحى عن رفضهم تصريحات زيدان، واتهمت شبكة الرصد الإخبارى القبطية، زيدان بالإساءة للعقيدة المسيحية مستندة فى ذلك لنص الندوة المنشور فى «اليوم السابع»، وأكدت أن التصريحات تدل على جهله بالعقيدة المسيحية التى تقوم على الخلاص والفداء وأمور أخرى صعبة الفهم على الأشخاص الملحدين وغير المسيحيين، وأشارت الشبكة إلى أن زيدان ليس من حقه الحديث عن العقيدة المسيحية لأنه ليس متخصصا فيها واعتبرت تصريحاته انتهاكا صريحا لحرية الرأى والتعبير.
واتهم عدد من القساوسة زيدان بالإساءة للدين المسيحى، ووصفه أحدهم ببث السم فى العقول، والهوس وقال القمص «صليب متى ساويرس» عضو المجلس الملى إن زيدان «عايش فى الوهم» وكل ما يطرحه من أفكار مجرد تخيلات لا علاقة لها بالدين أو المعتقد، ووصف ساويرس «زيدان» «بالحية» التى تبث أوهامها فى عقول القراء، وأنه يستخدم كل الحيل والطرق للإساءة للعقيدة المسيحية واستفزاز المسيحيين تحت مسمى حرية التعبير.
ورغم اتفاق الأنبا «يؤانس كمال» مع «زيدان» فى أن المسيحية عاشت تحت الاضطهاد الرومانى قرونا طويلة، لكنه رفض تصريحاته فيما يتعلق «بمدارس الأحد» وقال: «نحن لا نلقن الأطفال إلا الحقائق التى ذكرها التاريخ، وأهمها أن الرهبان رحبوا بعمرو بن العاص، الذى أعاد الأنبا «بنيامين» إلى موقعه الكنسى، وهو ما يؤكد أن الكنيسة تعطى كل ذى حق حقه ولا تزور التاريخ. فيما رفض كمال ما قاله «زيدان» بأن المسيحية تأثرت بالأساطير، مؤكداً أنه ليس من حقه التدخل فى العقائد لأن ذلك شأن أهل الإنجيل وحدهم، ولا يجوز لأحد التهكم أو السخرية من عقائد الآخرين لأن العقيدة فى قلوب البشر ولا يحاسب عليها سوى الله، ويجب احترامها مهما كانت. أما القمص «إبراهيم بطرس» راعى كنيسة العذراء برابطة القدس، فأكد أن المجتمع المصرى أصبح يعانى من حالة من الهوس الدينى وليس التدين، هى التى انعكست على الدكتور «زيدان» وهذا ما يجعله يسىء للعقيدة المسيحية ويتطاول عليها طوال الوقت عن طريق التدخل فيها وتقييمها، وطالب «بطرس» المصريين بالتخلى عن تلك الحالة من الهوس لأنها تدفع المجتمع إلى الخلف وتجره إلى التخلف والتعصب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة