نتفق أو نختلف مع المفكر الرياضى الكبير د. علاء صادق سواء فى انتقاده الحاد أحياناً أو رفضه تعاطى المهدئات والمسكنات لعلاج المشكلات وإصراره على استخدام مشرط الجراح لحل باتر لكل الأورام السرطانية الرياضية، ولكن ما لا يستيطع أن ينكره أى جاحد أنه صاحب رؤية ثاقبة فى التناول الرياضى بصفة عامة ويستمتع بوفورات معلوماتية لا تنضب أبداً، ولديه قدرة هائلة على تسخير المعلومات الأرشيفية القديمة وربطها بالحاضر الرياضى الحالى ومزجهما معاً ليقدم شهادة أو مخرجا جديدا يفيد الآخرين فى أغلب الأحيان أو الذين يريدون أن يتعلموا، وأرى أن أهم ما يميز الكاتب الكبير د. علاء صادق هو إصراره على الحلول كاملة ورفض أنصافها حتى لو كانت تلك الأنصاف أو «الأنصاص» تريد عموم الجماهير المصرية والنقاد معاً.. فتجده ينظر إلى خطايا المدير الفنى للمنتخب رغم فوزه وانتصاراته، فى حين نجد الأغلبية تخشى أن تبوح بآرائها انتظارا للنتائج.
وأرى أن أعظم ما يميز هذا الكاتب الكبير قدرته على سماع الآخر الذى يختلف معه فى كل الرؤى، ودوما لديه استعدادات تامة ألا يكون رأيه هو الأصوب دون حرج، بثقة كاملة غير مسبوقة فى هذا الوسط الظلامى الذى تسيره المصالح الخاصة جداً، وبات فيه أصحاب الثقافة الانهزامية والذين يرفضون دوما الآخر ودعاة التطرف هم الذين يحاولون أن يسيطروا على الجماهير بالادعاءات تارة والغوغائية والأكاذيب تارة أخرى.
ولذا أطالب د. علاء صادق بأن يعيد حساباته ويفكر بجدية فى التراجع عن قراره بالاعتزال أو الاستئذان عن مهنة الإعلام بكل ألوانها المتعددة مهما ساق من حجج وأسانيد.. لأننى أرى هذا الاعتزال تراجعاً واستسلاما لأصحاب الأصوات النشاز، ولا أوافقه أن يترك تلك النوافذ الإعلامية لكى يمر فيها الجهلاء ويسيطروا على عقول الجماهير، وحتى لا يظل طوفان الزيف يتفنن فى تضليل الرأى العام.. ولذا أطالب السادة رابطة النقاد الرياضيين أن تؤازر كلماتى وتحاول إثناء الدكتور عن قرار اعتزاله، والذى أراه خسارة كبيرة للنقد الرياضى وذلك إذا كنا جميعاً حريصين ألا تستمر حالة الفوضى الإعلامية. علينا فوراً التمسك بكل كاتب أو ناقد يقدم شيئاً نافعاً، وإلا فسنجد الأشجار الناضجة والمثمرة تتساقط تباعاً ونترك المجتمع الرياضى للأشجار العاجزة التى لا تثمر ولا تقدم ظلالا تحمينا بل تحجب الأضواء عنا.. ولذا فلن تكون هناك ظلال ولا أضواء بل سنرى برامج جرداء لا تسمن ولا تغنى من جوع.
> أجمل ما سمعته من الكابتن حسن شحاتة فى يوم تكريمه بمطعم الحصن بالمهندسين، هى حالة التفاؤل التى تحدث معى بها عن مستقبل المنتخب الوطنى، وعدم خوفه من زيادة أعمار اللاعبين، ورؤيته بوجود بدائل تستطيع أن تكمل مسيرة نجاحات المنتخب وتحقق بطولات جديدة تضاف إلى أجندة هذا الفريق الكبير، ولو أنى صارحته قائلاً بأننى أرى عكس ذلك تماما لعدم وجود أجيال جديدة تبشر بهذا المستقبل الذى يتحدث عنه، وأستند فى رؤيتى إلى أننا لا نملك حتى الآن منتخبا أوليمبيا قويا يستطيع أن يمد المنتخب الأول بلاعبين نالوا قسطاً من الخبرة الدولية خلال احتكاكات ومباريات سواء على المستوى الأفريقى أو الأوروبى، ولكننى سأنتظر رؤية المعلم شحاتة والذى بات يراهن بشدة على تثبيت لاعبين أمثال شيكابالا والسيد حمدى وعبدالشافى وإسلام شكرى ووليد سليمان وأحمد شعبان وأحمد عيد عبدالملك، وأراه ربما يفكر فى ضم عبدالرحمن محيى لاعب حرس الحدود وآخرين يراهم المدير الفنى قادرين على تحقيق أحلام وطموحات الشعب المصرى، فلننتظر.
> يبدو أن محمود طاهر، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، يدفع ضريبة نجاحه فى التعاقد مباشرة لتنظيم المباريات الودية للمنتخب الأول دون وسطاء.. ولكن يبدو أن أهل الفساد أو هؤلاء الوسطاء باتوا أقوى فى اتحاد الكرة أو لهم أذناب وذيول داخل مبنى الجبلاية يستطيعون من خلالها أن يدمروا محاولات أى عمل جاد ونظيف ومحترم.. وإذا لم يتكاتف رجال مجلس إدارة اتحاد الكرة سريعاً حول طاهر، فسوف نشهد اغتياله فى سرية تامة وإقصاءه بتلفيق أكاذيب حول شخصيته، وأفكر حزب الكراهية الجديد أن محمود طاهر ظل طوال كئوس الأمم الأفريقية يتبرع بعد كل فوز بمبالغ طائلة لانتصارات المنتخب وآخرها المليون جنيه بعد الفوز بأمم أنجولا، حتى لا ينسى أحد ويؤكد أنه أخذ أو انتظر حق تذكرة طائرة سفره إلى لندن كرئيس لبعثة منتخب مصر.
> أهى ضغوطات النجوم الذين يجلسون على دكة البدلاء فى الأهلى، أم هى ضغوطات الشائعات التى تنال منه طول الوقت والتى ترفع شعار الأجنبى هو الحل، أو هى الأقاويل التى تؤكد أنه جاء محللاً مؤقتا حتى تتم إزالة وتجديد الفريق بأكمله ليأتى الأجنبى دون مواجهات، أم هى ضغوطات حالة التهميش واللامبالاة والطناش من رئيس النادى وأعضاء المجلس وعدم مؤازرتهم للفريق مثلما كان يحدث بالأمس القريب، أم الضغوطات التى يتعرض لها كأب حنون وملتزم بعيداً عن أبنائه الذين يكملون دراستهم فى كندا.. يبدو أن كل هذه الضغوطات التى يتعرض لها حسام البدرى، المدير الفنى للأهلى، وراء حالة الانفعال القصوى، وأيضاً حالة رفضه لوجود الكاميرا القريبة منه لتنقل للمشاهدين كل هذه الضغوطات والانفعالات والاضطرابات التى تكسو ملامح المدير الفنى الناجح حسام البدرى.