علا الشافعى

الفيلم الإسرائيلى.. وصمت الثقافة المصرية

الخميس، 08 أبريل 2010 08:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«انسحب أو لا انسحب»، تلك هى الكلمة التى دارت فى ذهن معظم السينمائيين المصريين المشاركين فى مهرجان «لقاء الصورة»، والذى ينظمه المركز الثقافى الفرنسى، حيث فوجئوا ومعهم جميع المثقفين المصريين بإصرار الخارجية الفرنسية على إعادة برمجة الفيلم الإسرائيلى «شبه طبيعى» للمخرجة كارين بن رفاييل من جديد، بعد أن تم رفضه، ولكن الضغوط التى مارسها الصحفى الصهيونى «ناثا يثيل هيرز بيرج» على وزارة الخارجية الفرنسية أدت إلى إعادة الفيلم إلى برنامج المهرجان.

90% من المخرجين المصريين المشاركين لم يترددوا فى إعلان انسحابهم، فى حين فضل البعض الاستمرار فى المشاركة رافعين شعار مواجهة العدو على أرضنا، ومتسائلين: كيف نترك لهم الأرض؟.

وإذا كنت قد دافعت سابقاً عن موقف المخرج يسرى نصر الله، ومعه عدد من المخرجين الذين فضلوا عدم الانسحاب من مهرجان تورنتو السينمائى الدولى، بعدما قررت إدارة المهرجان فى دورتها الماضية الاحتفال بتأسيس مدينة «تل أبيب» وقتها كان يملك نصر الله ومن معه وجهة نظر تؤكد أننا علينا أن نحتج أمامهم وأمام العالم، لأننا لو جلسنا فى بلدنا مكتفين بإصدار بيانات الشجب والإدانة والتأكيد على انسحابنا ورفضنا للتطبيع الثقافى فلن يلتفت أحد إلينا، ولكنى أعتقد أن الأمر هذه المرة مختلف تماماً، فمهرجان «لقاء الصورة» يحتفى فى الأساس بالإبداع المصرى، ويقام داخل أرضنا حتى لو كان المركز الثقافى الفرنسى يعد أرضا فرنسية، وإذا كنا لا نستطيع الانسحاب من المهرجانات العالمية لأننا لا نملك التحكم فى الأمور هناك فهذا طبيعى، أما أن يفرض علينا مشاركة فيلم إسرائيلى لمخرجة كانت تعمل مونتيرة بالجيش الإسرائيلى وفى ظل احتقان الأوضاع داخل القدس، فهذا مانرفضه، لأن المواجهة بهذا الشكل تعنى أننا سمحنا من الأساس بدخولهم إلى أرضنا كما أنهم يقفون نداً لنا، ويقتصر رفضنا لوجودهم على عدم حضور الفيلم وتجاهل وجوده وهو منطق بالنسبة لى مقلوب لايصح فرضه، خصوصا أنهم باتوا يطاردوننا فى كل مكان.. ونحن لانستطيع أن نفعل شيئاً ولانملك إرادة للمواجهة، فما بالك لو سقطت إرادتنا داخل أرضنا أيضاً.

والغريب بالنسبة لى والمثير للدهشة هو الصمت التام من قبل وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى، فلم نسمع منه كلمة واحدة.. وهى اللعبة التى يحب الوزير دائماً ممارستها، فهو يلتزم الصمت احتراماً لعلاقاته الوطيدة مع فرنسا، ويترك المسئولين عنده فى الوزارة يتحدثون ويصدرون بيانات وكأنه على غير علم بها، رغم أن المعهد العالى للسينما والمركز القومى اللذين أصدرا بيانات ضد مشاركة المخرجة الإسرائيلية جهتان تتبعان وزارة الثقافة مباشرة.

فموقف الوزارة هنا كمن أمسك العصا من النصف، وفى هذه الأمور لا نحتاج إلى من يمسك العصا من النصف، بل نحتاج إلى أن تكون الأمور واضحة وحاسمة، فهناك موقف رسمى من وزارة الخارجية الفرنسية كان لابد أن يقابله موقف رسمى مصرى.. فأرجوك تحرك يا معالى الوزير!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة