فاطمة خير

أحمد زكى بدر «شو»

الجمعة، 09 أبريل 2010 02:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لكل سلاح حدان، هذا ليس بجديد، والإعلام بأدواته جميعها هو خير مثال لذلك، لكن أحياناً تبرز أمثلة فجة، على كيفية تحويل آلة ضخمة كالإعلام إلى نقمة.. لا نعمة!.

الموضوع ببساطة، هو كيف استطاع وزير التربية والتعليم «أحمد زكى بدر»، «توظيف» كل برامج المساء، فى اليوم الشهير الذى قرر فيه بدء زياراته المفاجئة للمدارس، كمنهج جديد لتنفيذ الضبط والربط، الوزير تصرف بذكاء شديد، فقد قرر واستطاع، أن «يضرب كرسى فى الكلوب» ويكسب شعبية لدى مساحة واسعة من الأسر المصرية البسيطة، التى تضمر غيظاً مكبوتاً من آلية سير العمل فى المدارس الحكومية، وأن يخلق حالة من الهلع لدى إدارات المدارس تكفيه مشقة زياراتها كلها، وأن يثبت بأنه استطاع أن يصنع فرقاً فى نهاية العام الدراسى، ...إلخ، وغيرها من الأسباب، وهو فى سبيله لذلك، أضر بشدة بهيبة الادرات المدرسية، حين تم تصوير المدرسين والمدراء باعتبارهم كائنات قابلة لتلقى الإهانة، طالما جاءت من وزير، بل إن هذا قد يسبب السعادة، وهو ما بدا على وجوه مرافقى الوزير، الذين بدت ابتساماتهم مستفزة وهم يشاهدون «معلم» يتلقى الإهانة على مرأى من تلامذته.. والمشاهدين.

لكن ما يهمنا هنا تحديداً، هو الدور الذى لعبته برامج «التوك شو « فى تلك الليلة، فقد اهتمت جميعها بطبيعة الحال بالحدث المهم، وأفردت له مساحة فى بداية حلقاتها، فأضفت بريقاً شديداً على ما جرى، وصحيح أن الآراء اختلفت حول ما فعله الوزير، من نواح متعددة، بدءاً من كونه قد أصاب بإرهاب الإدارات المدرسية لإعادة الانضباط، مروراً بأن الادارة المنكوبة هى كبش فداء لإنقاذ سمعة وزارة تلقى هجوماً كبيراً، وليس أخيراً بأن التصرف لم يكن قانونياً، لكن المؤكد، أنه لولا برامج «التوك شو» ما كان اكتسب الحدث بريقه، والزيارة السرية، تم تصويرها وإرسالها إلى البرامج وليس العكس، وهو ما يثبت أن الوزير كان يتعمد ما فعل، وأنه استطاع بـ»ضربة معلم» أن «يخطف» البرامج على «أرضيته»، فتم عرض التقرير باعتباره مادة إخبارية وجذابة بطبيعة الحال، فى حين أن ما كان يجب بالضرورة، هو أن يكون التقرير محورا لفقرات تناقش محاور شديدة التنوع، أهمها أحوال التعليم المصرى، والمدارس الحكومية، وطبعاً.. مدى قانونية الإجراءات العقابية التى اتخذها الوزير فى ذلك اليوم، خاصةً أن الجانب الخبرى فى الموضوع، كان قد تجاوزه بالفعل، فقد سبق بث تلك البرامج بساعات، عرض الزيارة على موقع «اليوم السابع».

الوزير استطاع أن يوظف البرامج لصالحه، لأنه كان أكثر ذكاءً وتخطيطاً، وهذا فى حد ذاته نموذج يجب أن يدفع صناع هذه البرامج، لجعلها أداة تصنع وتوجه وتقود، لا أن تكون مجرد رد فعل لأن هذا أصبح لا يليق بها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة