ونحن على مشارف انتخابات تشريعية ورئاسية، تساءلت فى المقال السابق إن كان التغيير حلما أم توَقُعا، وجعلتنى تعليقات بعض القراء الأفاضل أتأكد أنه تَوَقُّع، لا نستطيع الجزم بأنه سيحدث ولكن يمكن أن نؤكد أنه قابل للحدوث. فلتأذنوا لى أن أفتح من حين إلى آخر حتى إعلان نتائج الانتخابات، نقاشاً ينطلق من أفكاركم وتعليقاتكم. نيتى التحريضية فى ذلك أعلنها واضحة: تحفيز الرغبة الكامنة لدينا جميعاً فى عمل شىء والخروج من النقاش الجماعى باختيار فردى لكل منا بكيفية عمل «هذا الشىء».
القارئ إبراهيم، أختلف معك سيدى فى أنه «بلاش كلام فى التغيير» لأننى أتفق معك جداً فى أن «حل المشاكل يأتى تدريجياً بقوانين رادعة»، والقوانين الرادعة لا تخرج إلا من مجلس الشعب، والوزير والمسؤول الذى ينفذ أو لا ينفذ هذه القوانين الرادعة يحاسَب (أو يجب أن يُحاسب) فى هذا المجلس. إذاً لابد من تغيير ولو بطىء وطفيف تحت القبة. ونعم علينا أن نسأل كل مرشح كيف سيعمل للحفاظ على ما تبقى من المساحة الزراعية فى مصر بعد أن أكل الأسمنت طين الأرض تحت أعين المسؤولين وفى غفلة منا.
وإذا كانت المشكلة تكمن فى الشعب كما تقول، السيد أبانوب مرقس، فإن على النسبة الواعية من الناخبين أن تعى أن الشعب «يُساق» كما تقول، وأن تعى أيضاً أنها ترفض أن تُساق. البرلمان لن يتحول فجأة إلى مجلس ممثل لنا جميعاً بشكل مثالى، ولكن إذا استطعنا انتزاع مقاعد قليلة لنواب نختارهم فعلاً سنُضيف دعماً ولو بسيطا للعدد القليل من نواب الدورة الحالية الذين يخوضون معارك صعبة لمصلحتنا لا لمصالحهم الشخصية فقط.
هذا ما يؤكده رأى القارئ م.وليم فى أن «العملية الانتخابية لن تأتى بالإصلاح والتغيير المنشود فى الوقت الحاضر إطلاقاً حتى لو كانت نزيهة 100 % لأن النسبة الأكبر من الناخبين والمرشحين ليسوا مؤهلين»، إذاً فإن أى تطور إيجابى فى المجلس سيأتى من الدائرة الصغيرة المؤهلة خاصة إذا استطاع كل ناخب مؤهل أن يضم شخصين أو ثلاثة فقط لهذه الدائرة.
صحيح أن مسئولية التأهيل واختيار ودعم المُرشح الصالح تقع على الأحزاب خاصة الوطنى كما تقول سيد عبد الرحمن، ولكن الاختيار لنا (للناخب الواعى) إما أن ننتظر أن يقوم كلٌ بدوره والله أعلم إلى متى، أو يُترجم كلٌ منا إرادته إلى صوت يدعم المؤَهَّل. وما أصدق المثال الذى ذكره م. وليم: نائب اختاره ناخبو الدائرة فقط لأنه رجل طيب يأتى لهم بالهدايا فلم ينطق بكلمة طوال الدورة البرلمانية فخسر بجدارة فى الدورة اللاحقة. هذا تحديداً ما نريده، أن ينجح مَن يفلح فى خدمتنا وأن يسقط مَن لا يحاول معنا انتزاع مطالبنا.
فى قول آخر أن نحاول تبديل كل لاعب ركيك بآخر أكفأ فى «مسرحية الانتخابات الهزلية» كما سمَّاها السيد م.محمد مع العلم بأننا فى صراع مع المُخرج. أعتذر لكل تعليق لم أقرأه قبل كتابة هذه السطور وللحديث بقية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة