الخيانة اختراع إنسانى تترفع عنه الحيوانات

فى عالم الحيوان والحشرات والطير عجائب وحكم قلّ أن تجدها فى عالم الإنسان، قرأنا عن البومة التى كانت تذكر سليمان عليه السلام بالله لما سألها لماذا تسكنين المقابر؟ قالت لأننى أرى فيها عظمة الله وأرى الذين بغوا وتكبروا أين هم الآن. وعن العصفور الذى أخذ قطرة ماء من البحر ليقول لموسى عليه السلام على لسان الحبر الصالح إن العصفور يريد أن يقول لك يا موسى إن قدر ما أخذه من البحر كقدر ما أخذه الإنس والجن من العلم.

والطيور تعلمنا الثقة فى الله، فى الأرزاق تروح خماصا وتعود بطانا، كما جاء فى الحديث الشريف وغير ذلك كثير، حتى تعجبت لما نشرته بعض الصحف عن انتقام أسد البحر الغاضب من حارسه بحديقة حيوان مدينة أدبليد فى أستراليا بعد التفريق بينه وبين وليفته ونقلها إلى سياج آخر.

لقد نهش أسد البحر الذى نادرا ما يهاجم البشر ساعد حارسه الأمر الذى استلزم جراحة قوامها 3 غرز.

اللافت للنظر فى قصة الأسد أنه انتقم ممن فرق بينه وبين وليفته، هو لم يجرح وليفته، فالحيوانات لا تعرف الخيانة وأن وليفته باعدوا بينها وبين أسد البحر قهرا أو قسرا وليس بإرادتها، وأن الأسد يحافظ على عشه بكل قوة.

ونظرت إلى علم البشر فرأيت عجبا وقلت لا حول ولا قوة إلا بالله وسبحان الله، فالخيانة سائدة والرذيلة تنتشر.. يبدو أننا فى حاجة لنتعلم من بنى الحيوان.