فى أزمة رجال الأعمال مع البنوك.. فتش عن الدكتور عاطف عبيد، وفى أكبر عملية بيع للقطاع العام فى مصر وضياع المليارات.. فتش عنه أيضا، وفى فشل خصخصة مصر وإضرابات العمال.. ابحث عن سياساته.
أما عن الفساد، فكانت فترة رئاسة الوزراء فى مصر أثناء فترة تولى الدكتور عاطف عبيد (1999-2004) أكثر الفترات فسادا، وهذا ليس تجنيا وافتراء عليه، فشهود العيان من الوزراء الذين عملوا معه كشفوا ذلك، والتقارير الحكومية أكدته، وذكرت أن فترة حكومة الدكتور عبيد شهدت آلافا من قضايا الفساد، ووصل حجم الكسب غير المشروع الى 100 مليار جنيه فى عام واحد هو العام 2003 حسب ما جاء فى إحصائيات جهاز المحاسبات فى ذلك الوقت، كما وصل حجم أموال الرشاوى إلى 500 مليون جنيه، وعمليات غسيل الأموال إلى أكثر من 5 مليارات جنيه. ولم يكذب أحد هذه الحقائق والمعلومات فى حينها.
لم يهتم الدكتور عاطف عبيد فى زمنه بالرد على أية أرقام أو اتهامات حتى لو كانت صادرة من جهاز رقابى حكومى مشهود له بالنزاهة والشفافية، لأنه كان مشغولا وتلاميذه فى أكبر عملية بيع لأملاك مصر، فكان صاحب أكبر مدرسة لبيع كل شىء تقف فى طريقه، وبعدها اعترف بعض وزراء حكومته بأن سياسة البيع والخصخصة كانت فاشلة، فلم تنتج سوى ضياع حقوق آلاف العمال والفلاحين وانهيار الخدمات الأساسية لصالح سماسرة ومستثمرى عهد الدكتور عبيد، فقد أصبحت وزارته هى الوكيل الحصرى لبيع مصر، وقبض الثمن وصنع الوهم، فقد عاش الناس فى ظل حكومته أوهام النمو وزيف «النمر الاقتصادى المصرى» الذى سيشب على ضفاف النيل، ليلتهم نمور آسيا فى التقدم والنهضة، ثم ما لبث أن استيقظنا على نمر من ورق خائر القوى مهزوم ومنتكس وبائس.
وعد بإعطاء مزيد من الدعم والخدمات للفقراء ومحدودى الدخل، وتأكيد تكافؤ الفرص، وتقديم مزيد من الأموال، والجهود، والأفكار الحديثة لتحقيق الواقعية، والانضباط، والجدية فى التعليم والصحة، وسرعة العدالة فى فض المنازعات، وملاحقة المفسدين، ومساندة الشرفاء، وجاءت السياسات عكس ذلك، ولم ينل الفقراء منه سوى تدنى الدعم وانهيار الخدمات والاتهامات بأنهم وراء كل الأزمات، لدرجة أنه اتهمهم بأنهم السبب فى حادثة قطار الصعيد الشهير الذى راح ضحيته أكثر من 300 مواطن فقير.
رفع الشعارات والكلمات الفخمة، وكان معجبا بشعار «الحكومة كفيل من لا كفيل له، معاش لمن لا معاش ولا عائل له» على طريقة «اللى مالوش أهل الحكومة أهله» ولم يصدقه أحد، لأن الكل استيقظ من بعده على أوهام وفساد.
فهل نظل نفتش عن الدكتور عاطف عبيد وراء كل ما يحدث الآن فى مصر، ونحاكم سياساته؟ وهل يأت الوقت المناسب الذى نرى فيه من يعيد فتح الملفات من جديد؟ وهل هناك من يجرؤ على ذلك؟
إذن وحتى يحين الوقت سنظل نفتش عنه فى كل مكان فى مصر..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة