من المتعارف عليه أو المفترض أن الصراع فى عالم «الساحرة المستديرة» كرة القدم يكون داخل «حلبة» المستطيل الأخضر، لكن ما نجده فى الكرة الحديثة أن الأمر أصبح يتمادى ويخرج عن نطاق السيطرة، فبدأنا نرى حرب تصريحات شبه دائمة بين معظم مدربى الأندية فى جميع أنحاء العالم، خاصة داخل منافسات «القارة العجوز»، حتى تطور الأمر تدريجياً ووصل إلى التراشق بالألفاظ، أو بعض الإيماءات غير المألوفة لتحقيق أغراض معينة والدخول فى تحديات «عنترية»، وكأنهم ليسوا فى منافسة رياضية هدفها الأسمى التواصل بين فئات مختلفة.
هذا ما لمسته من خلال متابعتى لشريط الأحداث فى منافسات الدوريات الأوروبية.. فعلى سبيل المثال وليس الحصر وجدنا ذلك متواجداً فى الدورى الإسبانى، والدورى الإنجليزى، والدورى الألمانى، والدورى الإيطالى، وكان ما حدث فى موقعة «الكامب نو» بين برشلونة وإنتر ميلان من بطولة جوزيه مورينيو وجوسيب جوارديولا خير شاهد على ذلك ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقط، فوجدنا هناك العديد من اللاعبين يدخلون فى حرب تصريحات شرسة أيضاً أبرزهم الأرجنتينى ميسى، والبرتغالى كريستيانو رونالدو اللذان حاول كلاهما التقليل من قيمة الآخر، ما حدث فى الدورى الإيطالى فى الأيام القليلة الماضية يثبت صحة دخول المنافسات الكروية إلى منعطف جديد لا يصدقه عقل، فوجدنا جماهير لاتسيو فى قمة السعادة بخسارة فريقها أمام الإنتر نكاية فى غريمهم روما، حتى يبتعدوا عن المنافسة على الكالتشيو، وهو ما جعل مسؤولى روما يخرجون عن المألوف ويوجهون اتهامات التواطؤ فى كل اتجاه، وكانت أبرز التصريحات التى توضح مدى التعجب من الأحداث ما قالته رئيسة نادى روما روسيلا سينسى: «على الإنتر أن يخجل من تحقيق الفوز بهذه الطريقة.. والكرة الإيطالية هى الخاسر الأكبر».
أصدقاء الأمس.. أعداء اليوم.. هذا أقل ما يمكن تسميته على الوضع الحالى بين الثنائى البرتغالى مورينيو المدير الفنى للإنتر، والهولندى فان جال المدير الفنى لبايرن ميونيخ قبل المواجهة الحاسمة بينهما فى نهائى دورى الأبطال الأوروبى المقرر لها 22 مايو الجارى، فوجدنا مورينيو يخرج بتصريحات استفزازية عن هذه الموقعة، جعلت فان جال يخرج عن صمته ويقول: «مورينيو.. يوماً بعد يوم يتحول إلى الأسوأ»..
وغداً لناظره قريب.. ونرى ما ستسفر عنه أحداث هذه المواجهة، وكلنا آمال أن نشهد منافسة كروية بعزف سيمفونى يخطف الآهات حتى تستمتع الجماهير العاشقة لكرة القدم.
حلم الثلاثية.. هو «حلم وردى» بدأ يسيطر على وجدان الأندية الكبيرة فى أوروبا.. فبعد أن فعلها برشلونة فى الموسم الماضى بنجاح ساحق من خلال حصد لقب دورى الأبطال الأوروبى وبطولتى الدورى والكأس الإسبانى.. نرى الإنتر يسير على نفس الدرب ومدربه مورينيو يصرح بأن هدفه هو اكتمال الثلاثية، وذلك بعد أن حصل على لقب الكأس الإيطالى من «فم» العنيد روما، واقترب من حسم لقب الكالتشيو، ورغبته الجامحة فى منصة التتويج على العرش الأوروبى، وهو نفس ما أفصح عنه فان جال بعد الحصول على لقب الدورى الألمانى ووصوله للنهائى الأوروبى، وله مواجهة قوية على لقب الكأس الألمانى يوم السبت المقبل أمام فيردر بريمن.. فمن يستطيع الوصول إلى النجوم الثلاث؟
فاصل أخير
ناهيك عن حرب التصريحات.. والأحلام المشروعة.. فالسؤال الذى يجول بداخلى حالياً: هل رياح التعصب الأعمى ستصبح هى لغة التعامل بين أطراف التنافس الرياضى أم سنجد حلولاً سريعة للعودة إلى ميثاق «الروح الرياضية»؟!.. ونحن منتظرون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة