الوزيرة عائشة عبد الهادى تحظى بإعجاب الكثيرين خاصة بقدراتها الحوارية وحيويتها فى التعامل مع مشاكل القوى العاملة والهجرة وهما الملفان اللذان تختص بهما الوزارة التى تحمل حقيبتها منذ العام 2006.
والوزيرة فى الأصل عاملة بدأت من أسفل السلم، وعرفت كناشطة نقابية فى وقت مبكر مع مطالع الستينيات من القرن الماضى، وتدرجت فى العمل النقابى إلى أن أصبحت نائبا لرئيس اتحاد نقابات عمال مصر، ورئيسة منتخبة للجنة المرأة العاملة العربية فى الاتحاد الدولى للعمال، وبعدها صارت وزيرة مقربة من أهل الحكم.
وكان لى شرف التعرف على الوزيرة فى أواسط الثمانينات فى مكتب الأستاذ فريد عبد الكريم المحامي، وقد كان وقتها وكيلا للمؤسسين بالحزب العربى الاشتراكى الناصرى، وكانت الوزيرة تحضر الاجتماعات التحضيرية لإعلان الحزب الناصرى، وقد عرفت من وقتها قدراتها الجماهيرية الواسعة، وإمكانياتها فى الحوار والجدل السياسى، ولم أخف إعجابى بهذه القدرات والإمكانيات عن الأستاذ فريد الذى كان سعيداً جداً بوجودها فى صفوف مؤسسى الحزب الناصري، وكان يرحمه الله يعتبرها واحدة من تلامذته فى العمل السياسى.
وتابعت الوزيرة وهى تتدرج فى العمل النقابى وسمعت مداخلاتها العلنية مع الرئيس فى أعياد العمال، وظل تقديرى لها ولإمكانياتها يتزايد يوما بعد يوم حتى دخلت الحزب الوطنى ووصلت إلى قمة العمل النقابى العمالى ومن بعد توليها لحقيبة وزراية مهمتها الأولى مهمات عمالية، ولا أخفيكم أنى استبشرت خيراً أن تتولى نقابية وعاملة سابقة معروف عنها الانحياز إلى قضايا العمال خاصة الغلابة منهم وتمنيت أن تضيف إلى موقعها الجديد لونها الخاص وتصبغه بصبغة جديدة منحازة إلى العمال وقضاياهم.
وكنت أغفر لها فى نفسى هذا التصريح أو ذاك من التصريحات التى جرَّت عليها الكثير من المشاكل والانتقادات، وكنت أعول فى كل ذلك على أنها فضلا عن كونها امرأة عاملة ونقابية فهى بنت تيار سياسى هو صاحب انجاز حقيقى للعمال، وهو الذى أدخلهم منذ خمسين سنة كقوة لا يمكن تجاوزها فى الحياة السياسية فى مصر.
إلى أن سمعتها وقرأت على لسانها تصريحاً تؤكد فيه أن العمال المتواجدين على رصيف مجلس الشعب ورائهم تيارات سياسية، ورأت الوزيرة أن المشكلة تكمن فى وقوف العديد من التيارات السياسية ورائهم، ثم حذرت العمال المطالبين بأبسط حقوقهم بأنهم سيكتشفون أن من يقفون وراءهم لن يحققوا لهم أى شىء، فأحسست أنها انفصلت عن العمال، وأنها لم تعد تلك النقابية المناضلة من أجل قضاياهم، وأنها أصبحت تردد ما كانت السلطة تقوله فى كل العهود فى مواجهة المطالب العادلة للعمال، وتتهم تياراً سياسياً ما بالوقوف خلف أى حركة احتجاج عمالية، كان الشيوعيون هم المتهمون فى عصر السادات وقد كان النظام وقتها يحسب الوزيرة واحدة منهم لكنها ترتدى قميص عبد الناصر، ثم أصبح البعبع الجديد هو الإخوان المسلمون.
وقد هزتنى فى العمق كلمة لأحد العمال المضربين تعليقاً على اتهام الوزيرة لبعض التيارات السياسية بالوقوف خلف حركة الاحتجاجات العمالية وهو يقول بحسرة وألم: وهى الحكاية محتاجة تيارات سياسية علشان نعرف أن الحكومة بترمى الشركات بعمالها فى الشارع؟ ولا التيارات دى هى اللى ها تقول لنا إن الوزيرة نسيت أنها كانت فى يوم من الأيام عاملة زينا؟.
معالى الوزيرة عائشة عبد الهادى هل تذكرين هذه الأيام؟ أيام كنت عاملة ونقابية ومناضلة فى صفوف العمال؟ أم أنها راحت وراحت ذكراها من طول الجلوس على مقعد الوزارة الوثير؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة