قطار المنافسات الكروية للدوريات المحلية فى جميع أنحاء العالم يستقر فى محطته الأخيرة بعد موسم شاق ملىء بالأحداث الساخنة، ورويداً رويداً تتأهب الأنظار صوب مونديال القارة السمراء المقرر إقامته فى شهر يونيو المقبل بجنوب إفريقيا، فمعظم الأحاديث تصب فى اتجاه عن القوائم الخاصة بالمنتخبات المشاركة فى هذا العرس العالمى.
بالرغم من أن الموسم يلفظ أنفاسه الأخيرة، إلا أن هناك أحداثاً يجب تسليط الضوء عليها، لعل أهمها المواجهة المرتقبة بين إنتر ميلان الإيطالى وبايرن ميونيخ الألمانى فى نهائى دورى الأبطال الأوروبى، الذى سيقام يوم السبت المقبل الموافق 22 مايو، فهى مباراة ينتظرها الكثيرون لمعرفة البطل الحقيقى فى القارة العجوز لهذا العام..
وبعيداً عن التطرق بالحديث حول القيادة الفنية خارج المستطيل الأخضر لهذا اللقاء بين الثنائى، فان جال المدير الفنى للبايرن وبين جوزيه مورينيو المدير الفنى للإنتر، فالسؤال الذى يجول حالياً لدى جماهير النادى الإيطالى وجماهير نادى ريال مدريد هو هل يرحل مورينيو لمشوار آخر يكون مع النادى الملكى أم يستطيع مسؤولو الإنتر إقناعه بالبقاء مع الفريق فى الموسم الجديد، خاصة بعد النجاحات التى حققها معهم، إلا أن الإجابة على هذا السؤال تُعد محيرة للغاية، لأن مورينيو نفسه يثير علامات التعجب ولا يعرف أحد أين يتجه تفكيره.
«الصلح خير».. هذا هو الحدث الأهم بالنسبة للشارع الكروى المصرى، والخاص بقرعة الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «الكاف» لدورى الأبطال بعد وقوع الأهلى والإسماعيلى مع شبيبة القبائل الجزائرى فى مجموعة واحدة، بعدها بدأ حديث الإعلام المصرى سواء مرئى أو مسموع، أو فضائى أو مكتوب، يتجه نحو أنه فرصة جيدة لعودة المياه إلى مجاريها بين المصريين والجزائريين بعد الأحداث المخزية التى صاحبت مواجهات منتخبى البلدين فى التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال، واختلفت وجهات النظر أيضاً حول حظوظ الدراويش والشياطين فى التأهل سوياً إلى الدور قبل النهائى، إيماناً بالمقولة الشهيرة «أنا وأخويا على ابن عمى.. وأنا وابن وعمى على الغريب»..
من وجهة نظرى أرى أن الحديث بهذه الطريقة وإدخال لغة العواطف فى عالم منافسات كرة القدم أمر غير صحيح بالمرة، وإذا كان هذا أمراً وارداً فى بعض الأحيان، لكنه لا ينطبق على هذه الحالة، فمع كل الأسف جماهير ناديى الأهلى والإسماعيلى سيكون هدفهم الأول هو إقصاء الآخر نظراً للصراع والكره المتواجد بين الطرفين وأكون حزيناً للغاية وأنا أقول هذا الكلام ولكنه أمر واقع فيجب ألا ندفن رؤوسنا فى الرمال مثل النعام، ليس معنى كلامى أننى أنادى بأن يكون هناك تواطؤ بين الناديين المصريين للتأهل سوياً، فالأمر أكبر من ذلك بكثير، فبدلاً من الشعارات الكذابة، لابد أن يكون هناك خطوات إيجابية ومحسوبة بين جميع الأطراف من أجل البحث عن المصلحة الكبرى بعودة الأمور إلى نصابها الصحيح ويتأكد الجميع أن شعار لعبة كرة القدم هو الحب والتنافس الشريف، فالبعد عن التعصب الأعمى هو أسلم طريقة لقيادة الصلح بين الأطراف المتنازعة.
فاصل أخير
المثير والعجيب فى الأمر هو التغير بنسبة 180 درجة فى وجهات نظر بعض مقدمى البرامج الفضائية فى التحدث عن هذه المواجهات المرتقبة، فهذا إن دل على شىء يدل على عدم الوعى الثقافى والتقدير للأمور، وفى النهاية كل ما أخشاه أن تتكرر المأساة مرة أخرى، ونجد هناك حرباً إعلامية شرسة بين مصر والجزائر.. وربنا يهدى الجميع.