بصراحة.. كنت أفكر أن أكتب مقال هذا العدد حول ما يدور حالياً فى الكواليس بعد قرارات لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» ضد مصر على خلفية أحداث موقعة 14 نوفمبر بالقاهرة بين منتخبى مصر والجزائر فى الجولة الأخيرة بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، والتى جاءت بتغريم اتحاد الجبلاية 100 ألف فرنك سويسرى، وإقامة مباراتين للمنتخب المصرى خارج القاهرة بـ«100» كيلو متر فى تصفيات المونديال المقبلة، فضلاً عن مناقشة الأحداث التى صاحبت الموقعة الفاصلة بـ«أم درمان» فى السودان.
فى آخر لحظة تراجعت عن التعمق فى الحديث عن أصداء هذه القرارات، والفرحة الغامرة التى سيطرت على أعضاء الجبلاية التى أثارت جدلاً واسعاً ليس لى فقط، بل لكل المهتمين بمتابعة حال الكرة داخل مصر، ووجدت العديد من الأقلام تتطرق بالحديث والغضب يسيطر عليهم بصراحة لديهم حق، ولكن فى واقع الأمر القرار به رأفة من لجنة الفيفا لأننا كالعادة فشلنا فى إدارة الأزمات، تراجعت لأنى وجدت بعض القنوات «الملاكى» تهلل وتركب موجة الفرحة، وتؤكد على كلام أعضاء اتحاد الكرة المصرى بأنه يعد انتصاراً، فوجدت فى النهاية أن الموضوع أصبح مثل الأفلام التى تشعر بالملل أثناء مشاهدتها!!
«طبول» كأس العالم بدأت تدق.. وبدأت المنتخبات المشاركة فى العرس العالمى تجهز نفسها لشد الرحال والذهاب إلى أدغال القارة السمراء، وأرى أن كأس العالم هذه المرة سيكون أشبه بـ«مولد» المونديال القارى لأنه يُقام لأول مرة جنوب إفريقيا، والأهم والذى نتمناه جميعاً أن يخرج هذا العرس بأفضل صوره ليكون انتصارا للقارة التى تعد مظلومة للغاية فى جميع المجالات، على الرغم من «منجم» من المواهب والمخالب والثروات الطبيعية، لكن سكانها فشلوا على مدار التاريخ فى أن يستغلوا ذلك حتى أصبحنا «عالم ثالث» وكأننا من كوكب آخر، هذا ما تراه عيون الآخر فى العالم الغربى.. المونديال الإفريقى قد يكون لتغيير هذه النظرية، وتكون الرياضة مثلما قربت الحال بين جميع الجنسيات المختلفة بالاحتراف فى الدوريات الأوروبية، وأصبحت كرة القدم تؤمن على النظرية الشهيرة بأن العالم بات مثل «القرية الصغيرة»، وإن كان هذا لا يمنع أن البعض داخل أوروبا مازال يتعامل مع هذه الأمور بنوع من العنصرية، بدون الدخول فى أمثلة وتفاصيل هذه الإشكالية، فالسؤال الذى يطرح نفسه هل تستطيع منافسات الساحرة المستديرة الانتصار للقارة السمراء، ووضعها فى مكانتها الحقيقية؟!.
هذا السؤال من الصعب الإجابة عليه، ومن الصعب أيضاً تحقيقه.. لكن الأهم حالياً أن نرى مونديالا قويا به منافسات حامية، ويكون به «وجبة» كروية دسمة من عناقيد المهارات لأسماء النجوم الكبار الذين انضموا إلى منتخبات بلادهم للمشاركة فى المونديال، وكلهم آمال كبيرة فى تحقيق أحلام جماهيرهم، والأسماء كثيرة ومعروفة للجميع، لكن يأتى على رأسهم «الداهية» ميسى نجم نجوم التانجو الأرجنتينى الذى يرغب بكل تأكيد إلى تسطير اسمه بأحرف من ذهب فى الحصول على الكأس المونديالى، استمراراً لمسلسل ضربه للأرقام القياسية فى البطولات مع برشلونة الإسبانى الذى يلعب بين صفوفه، بالإضافة إلى الأرقام الشخصية، والتى جعلته يتربع على عرش النجومية، فهل نجد نجماً جديداً يسطع نجمه فى هذا المونديال ويكون بمثابة «سارق» الفرح من جميع النجوم أم يفرض النجوم الحاليون على الساحة أنفسهم؟!.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة