كما سبق أن أشرت.. بدأت بالفعل معركة حل اتحاد كرة القدم.. ها هوالمجلس القومى للرياضة يفتح الأدراج ويخرج الملفات ويرسلها إلى النيابة العامة للتحقيق فى مخالفات مالية حددها المجلس، واعتبرها إهدارا للمال العام وممارسات غير قانونية فى الصرف والتحصيل من جهات أخرى ظهر أنها مديونة للاتحاد لكنها لا تملك رصيداً فى البنوك.
كان من المفترض أن تبدأ المعركة مبكراً، لكن توازنات كثيرة أخرتها وأجلتها إلى حين أن يدرك الرأى العام مع بدء كأس العالم أن المونديال له بريق آخر، وأن أى بطولة أخرى لا تنافسه.. وحتى مع تقديرنا واحترامنا للإنجاز التاريخى الرائع بإحراز لقب كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية.. فإن الطعم الحلو الذى يتذوقه جمهور الكرة لا يجده إلا فى كأس العالم.
ومن الغريب أن يتجاهل اتحاد الكرة ببساطة شديدة الرد على كل خطابات المجلس القومى التى تخص إدارته للأزمة مع الجزائر وما تلاها من عقوبات، وما تخص أيضاً الواردة للجهة الإدارية من مخالفات مالية لا يجب السكوت عنها.. هذا التجاهل ينشط الذهن ويطرح الكثير من الاجتهادات والظنون وأيضاً الحقائق.. بل يمكن أن يقود البعض إلى تصديق ما يصعب تصديقه.. فهل يريد سمير زاهر فعلا أن يقع اتحاد الكرة فى فخ حل مجلس إدارته لأنه يريد أن يأخذ معه الرفاق الذين أداروا معه اللعبة وهوينفذ بند الـ8 سنوات ؟.. أم أنه يشعر بحماية ضخمة لا يمكن اختراقها سواء من الجهات العليا أو الاتحاد الدولى لكرة القدم ؟.. هل هو يحسن تقدير الموقف لدرجة أنه يتصرف من منطلق أن الجبلاية دولة داخل الدولة، وأن حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، لا يستطيع فى ظل هذا التوازن القائم الآن أن يغير شيئاً من الواقع حتى لو اكتظت أدراج الجهة الإدارية بملفات المخالفات، وأن زاهر تسيطر عليه قناعة لا تهتز بأن الفيفا عن يمينه والقيادة السياسية عن يساره، وبالتالى لن يسقط أبدا على الأرض.
وفى المقابل يستحيل أن يتحرك المهندس حسن صقر لبدء المعركة من فراغ.. لابد أنه حصل على ضوء أخضر أعتقد شخصيا أنه صادر من رئيس الوزراء الذى على ما يبدو بدأ يشعر بمصداقية حملة الدعوة لتطهير الكرة المصرية، واقتنع أخيرا بوجوب الفصل بين الأشياء.. بين إنجاز يحققه المنتخب وفوضى يعيشها الاتحاد.. والمؤكد أن حسن صقر وأنا معه فوجئ بتجاوز من الاتحاد لا يمكن السكوت عليه.. فلا يصح أن تطلب الجهة الإدارية، رأس الهرم الرياضى، شيئا من اتحاد رياضى، ولا يكون هناك أى رد.. مرة على المخالفات ومرة على عقوبات الفيفا.. لكن بعض الخبثاء سوف يطرحون أسئلة خبيثة من نوعية: هل تعلم جهات عليا أكبر من رئاسة الوزراء بما يحدث ؟.
وإذا علمت حتى من وسائل الاعلام فهل تسكت وتترك القانون يعمل بمفرده، أم أنها ستتدخل بحكم علاقة الود مع اتحاد الكرة الذى يعتبره الكبار مهندس إنجازات المنتخب، وهل يبادر حسن شحاتة، صديق زاهر، بالدفاع عنه وهو القريب جدا من قلب الكبار.
كنت أعرف منذ فترة طويلة أن اتجاه الأمواج يتغير وزاد هياجها بعد انتخابات الاتحاد العربى.. وأظن أن الشكوى من سمير زاهر كانت داخلية وخارجية بما يشبه ما حدث بعد كأس القارات.. وتحول الوئام بين زاهر وصقر بعد كأس الأمم الأفريقية فى أنجولا إلى فتور، سرعان ما تحول إلى عدم ثقة، وأخيراً إلى عداء، واتجه الاثنان إلى المغامرة لأن كلا منهما أراد أن يقترب من المناطق المحرمة.. وبالتأكيد المنطقة المحرمة عند حسن صقر ألا يقترب أحد من «النبش» فى اللائحة الجديدة، لأن النبش فيها معناه إحياء أزمة كبيرة قديمة ارتاح منها المجلس القومى بعد معركة كبرى مع مراكز قوى لم يكن يتخيل أحد أن تنهزم، وفوجئ بأن زاهر نبش فى بند الـ 8 سنوات ولديه استعداد لاستخدامه لكى يحقق به مصلحة له فى اتحاد الكرة هى الأهم فى حياته.. وفى المقابل ظهرت المنطقة المحرمة عند سمير زاهر وهى «أفول» نجمه وانتهاء عصره مع كرة القدم.. فرغم التصريحات الرسمية وكل الإيحاءات بالرضا من اللائحة الجديدة والتأكيد على عدم إثارة مشاكل عند الفيفا، فإنه لا يتحمل ذلك ويريد أن يستثمر الحالة الخاصة التى عاشتها الكرة المصرية ليكون استثناء من الدولة، ويرى أن الاستثناء طبيعى بحكم شرعية العلاقة الخاصة مع الاتحاد الدولى وليس من حق الاتحادات الأخرى أن تثير زوبعة.
وبين المنطقتين المحرمتين.. من المؤكد أن الطرفين يعرفان أن هناك منطقة حاسمة بينهما.. وهى منطقة «جر» الاتحاد إلى النيابة العامة.. لأن ثبوت المخالفات يعنى وجود فساد.. وإذا تأكد وجوده بالقانون فإن ذلك يكون القول الحسم فى شرعية الاتحاد، فليس منطقياً أن يدافع الفيفا عن متهم ثبتت إدانته بمخالفات مالية وفقد قوانين دولته.. وفى هذه الحالة لا يصبح منطقياً استخدام «فزاعة» التدخل الحكومى.
إذن شاهدوا معنا.. عرضاً ممتداً ومفتوحاً لأكثر معارك الكرة المصرية إثارة وجاذبية وشراسة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة