من المفارقات الغريبة فى هذا التوقيت والذى يشهد كسر حصار عزة، ومطالبات من الفلسطينيين لفنانى ومثقفى مصر بالذهاب إلى فلسطين وليس فقط الضفة وغزة، بل أيضا القدس، أن يخرج علينا من يلقى بتهمة التطبيع فى وجه الفنان خالد النبوى بدعوى أن هناك فنانة إسرائيلية شاركته بطولة فيلم «FAIR GAME» أو «اللعبة العادلة»، ووصلنى مثلما وصل الكثير من الزملاء بيان يطالب بضرورة التحقيق مع النبوى موضحا أنه لو ثبت معرفة النبوى بجنسية الفنانة قبل تصويره الفيلم فعلى النقابة أن تشطبه من جداولها، وهو منطق مغلوط وبات فى حاجة لإعادة النظر، فكيف لخالد أن يتحقق من جنسية العاملين معه فى فيلم أمريكى، وهل عليه قبل أن يبدأ التصوير أو الموافقة على الفيلم أن يطلب هويات وباسبورتات العاملين معه بالفيلم للتأكد من جنسيتهم، وهل هذا من حقه؟
وإذا كان رقباء الضمير يتهمون النبوى بالتطبيع فمن باب أولى أن يطالبوا مثلا بمقاطعة الأفلام الأمريكية، لأن المتحكمين فى صناعة السينما بهوليود معظمهم من اليهود، ومنهم صهاينة داعمون لإسرائيل، وبالتالى فارتيادنا الأفلام الأمريكية يجعلنا ممولين لرأس المال اليهودى، والذى يذهب بعد ذلك لخدمة الدولة الإسرائيلية لذلك من باب أولى أن يطالب هؤلاء من يلقون بتهمة التطبيع جزافا الجمهور بعدم ارتياد الأفلام الأمريكية مثلا أو مقاطعة أفلام مخرج بحجم سبيلبرج اليهودى والمعروف بميوله الداعمة لإسرائيل، أو مقاطعة الفنانة ناعومى واتس، وأوباربرا سترايسند والتى شاركها النجم عمر الشريف بطولة أحد أفلامه، ومايكل دوجلاس وودى الان وغيرهم كثيرون، أعتقد أن مايجب أن يفتش عليه هؤلاء هو هل قدم خالد النبوى فيلما يحمل أى إساءة الى القضية العربية أم لا ؟ هل باع قضايا وطنه من أجل أن يشارك فى فيلم عالمى ويطلق عليه نجم عالمى؟
الإجابة هى أن الفيلم يخدم القضية العراقية وضد السياسة الامريكية والجرائم التى ارتكبتها فى العراق، ويؤكد زيف كل ادعاءات إدارة بوش التى اتخذت منها ذريعة للحرب على بغداد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة