ربما كانت المرة الأولى الذى أشاهد فيها حسام حسن وهو قليل الحيلة، لا يملك دوافع قوية لكسر حالة الارتخاء الذى ساد أداء فريقه الزمالك وإيقاف حالة التفوق الحاد للاعبى الأهلى.. نعم إنها المرة الأولى التى أشعر أن الأحباط تسلل فى تكوين حسام حسن القوى.. العنيد الذى لا يعرف المهادنة أو الاستسلام أو الخنوع.. عودنا حسام حسن أنه مولد وموصل جيد للحماسة وصانع جيد للأمل إلا هذه المباراة..
فقد استسلم تماماً وجلس على دكة المدير الفنى لا يعرف ماذا يقول.. وماذا يفعل.. تارة يضع «رجلاً على رجل».. ثم يعاود وتجده يتمتم ويحادث نفسه ويبدو أنه يتمنى ألا تزيد النتيجة وتعود أحداث مايو الشهيرة يوم فاز الأهلى بالأهداف الستة. نعم عندما قرر الأهلى وأعلن لاعبوه وجهازه الفنى التحدى كانت لهم الغلبة الكبرى والفوز المستحق والأداء العالى..
نعم استطاع حسام حسن أن يحرض لاعبى الأهلى قبل الزمالك فأزعم أن تصريحاته الساخنة عقب مباراة التعادل بالثلاثية فى الدورى، والذى أكد فيها حسام حسن أن زمن الأهلى قد فات ولاعبوه فى خبر كان وباقى التصريحات كان لها مفعول السحر فى أداء لاعبى الأهلى الذين اجتمعوا قبل المباراة وتعهدوا جميعاً أن يردوا على تصريحات حسام حسن ويؤكدوا لجماهيرهم الغفيرة أنهم مازالوا قادرين على جلب البطولات وتحقيق الانتصارات.. نعم كان لاجتماع بركات وأبوتريكة وأحمد حسن ووائل جمعة وسيد معوض ومحمد فضل وحسام عاشور وأحمد فتحى وشريف عبدالفضيل وأحمد السيد، أثراً كبيراً ظهر واضحاً فى تدريبات الفريق قبل المباراة.. وضحت حالة الطاعة المطلقة لتنفيذ خطة الموهوب حسام البدرى الذى دوماً لا يضيع أوقاته فيما لا يفيد الأهلى..
فأرى البدرى لا يخرج عن التركيز طوال الوقت وحتى عندما يخرج من بوابة النادى العريق فتجد الأهلى يذهب معه إلى منزله ليكمل حواره وتفكيره وتركيزه.. لا أحد يصدق أنه يفكر فى الاحتياطيين وكيفية ومعايير اختيارهم مثل التشكيل الأساسى تماماً.. دوماً يهتم بكل التفاصيل لأنه يعرف ويعلم جيداً أنه لا يملك سوى الفوز والانتصار..
وإذا كان البدرى حقق كل النجاحات فى هذه المباراة الكبرى أمام فريق كبير بحجم الزمالك، فلا أحد ينكر أن هذه المباراة كانت كاشفة لخطوط النقص العددى داخل القلعة البيضاء، فقد عرت هذه المباراة والأداء الفاتر للزمالك رغم تقدمه فى أول دقيقة للمباراة، أن لاعبيه مازالوا لا يملكون القدرة الكاملة على الصمود والتحدى ومواصلة الفوز.. وكشفت هذه المباراة أيضاً أن الزمالك مازال يحتاج إلى أكثر من ستة لاعبين سواء فى الهجوم أو لاعبى الوسط أو الظهير الأيمن..
وعرت وكشفت هذه المباراة أيضاً لأننا لا يمكن أن نحكم على المدير الفنى للزمالك إلا إذا بدأ الموسم من البداية وحضر فترة إعداد كاملة للفريق وكان له حرية الاختيارات فى اللاعبين بعدها يمكننا تقييم حسام حسن كمدير فنى، ولذا كنت طوال الوقت متحفظاً بعد تسلمه مقاليد الحكم فى القبيلة البيضاء، لأننى كنت مؤمناً بأن العميد لا يمكن الحكم عليه إيجاباً أو سلبا،ً ولذا فسوف ننتظر الموسم القادم لنرى زمالك جديدا مع العميد، ربما يستطيع أن يصالح ويعيد الثقة الضائعة لجماهير الزمالك التى شمت روائح الأمل هذا الموسم وكانت تأمل فى بطولة كأس مصر إلا أن الأهلى كان له رأى آخر..
واستطاع أن يصدم طموحات وآمال الزملكاوية.. ولكن هل يستطيع لاعبو الأهلى وجهازهم الفنى مواصلة الانتصارات وتحقيق الفوز بكأس مصر.. وهل سيستمر الرباعي وائل جمعة وأبوتريكة الذى أعادته مباراة الزمالك لثقته مرة أخرى فى نفسه وجماهيره ومحمد بركات الذى يتصاعد مستواه بشكل غير مسبوق وأحمد حسن الذى بات لغزاً محيراً وكأنه يمر بحالة نفسية تحتاج إلى طبيب يخرجه مرة أخرى إلى مستواه المعهود.. هل سيظلون قادرين على العطاء ورفع الرايات الحمراء، أم أنها حالة تحد وعناد ضد تصريحات العميد حسام حسن وفورة وثورة مؤقتة ستنتهى.. دعونا ننتظر ما تبقى من مباريات الكأس.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة