يغيب الفنان محمد سعد، ويعود إلى جمهوره من جديد بعد عامين، وأعتقد أنه كان يفكر فى الصيغة التى عليه أن يعود بها، بعد تراجع أسهمه فى أفلامه الأخيرة، ويبدو أن سعد عاد وهو مايزال خائفاً من أن يخلع عباءة اللمبى، تلك الشخصية التى كانت وش السعد عليه وعلى منتجه أحمد السبكى، لذلك نجده يؤكد فى تصريحاته القليلة أن فيلمه «اللمبى 8 جيجا» يحمل رسالة للجمهور المصرى، وأن شخصية اللمبى لها رصيد لدى قطاع كبير من الشباب والأطفال، فما المانع من توظيفها فى توصيل رسائل اجتماعية هادفة، ليس ذلك فقط بل أن سعد سيقدم فى رمضان المقبل مسلسله الدرامى «اللمبى وجولييت».
ويبدو أن سعد أصاب فى تقديره هذا العام رغم اختلافى معه لأنه حدث، وأعلن الجمهور التمرد على الشخصية فى وقت سابق، وبعد أن مل ثبات ردود أفعالها وانفعالاتها، حيث استطاع مع اللمبى هذا الموسم أن يستعيد الكثير من البريق الذى فقده فى الأعوام الماضية، وأيضاً تحقيق إيرادات مرتفعة قياساً بباقى أفلام الموسم، بل إن بعض أصحاب دور العرض أصبحوا يرفعون أفلاماً لصالح اللمبى لأنه بلغتهم «بياكل مع الناس ومسمع»، وهو الفخ الذى يجب ألا يقع فيه سعد، لأن الصدفة وحدها هى التى ساعدته ليعود ويسيطر من جديد، بمعنى أن معظم الأفلام التى يتنافس معها فى هذا الموسم يغلب على معظمها الكآبة أو على الأقل تدور أحداثها فى أجواء درامية شديدة الواقعية، مثل فيلم «بنتين من مصر»، و«الديلر»، وحتى فيلم «عسل إسود» للنجم أحمد حلمى يعتمد على المواقف الكوميدية التى جاءت قليلة فى الفيلم حسب رأى جمهور حلمى من الأطفال والكبار، رغم المردود النقدى الجيد للفيلم حتى الآن.
ولكن يبدو أن الجمهور السينمائى فى الصيف يكون بحاجة حقيقية إلى فكرة الترفيه، وهى الفكرة التى تغيب هذا الموسم عن معظم موزعى ومنتجى السينما المصرية، وهو ما انعكس سلباً على حجم الإيرادات والمكسب فى هذا الموسم، فهل يكفى فيلما سعد وأحمد مكى لتعويض خسائر الموسم، ويبقى السؤال: إلى متى ستظل السينما المصرية تسيير بهذا الشكل العشوائى؟، حيث يراهن المنتجون دائما على نجم أو اثنين لتحقيق إيرادات الموسم، وبنظرة سريعة إلى الأعوام الماضية وتحديداً منذ نجاح فيلم «إسماعيلية رايح جاى»، تحمل محمد هنيدى هذا العبء ومن بعده محمد سعد، ثم أحمد السقا وأحمد حلمى، وعدد محدود من النجوم يحققون طفرة مالية، إضافة إلى باقى زملائهم من النجوم، وإذا كان صناع السينما تركوها إلى عشوائيتها، فما بالك بالدولة التى يبدو أنها باتت تعمل بيقين ثابت على تدمير الصناعة بدلا من حمايتها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة