تنظم لجنة الدارسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، غدًا، الاثنين، فى الحادية عشر صباحًا، احتفالية للأديب الراحل فخرى أبو السعود "1910-1940" بعنوان "مئوية فخرى أبو السعود".
يشارك فى الندوة د.أحمد درويش مقرر لجنة الدراسات الأدبية، ود.محمد زكريا عنانى ود.السيد فضل، بالإضافة إلى عرض لمجلة الدراسات الأدبية "ياء" يقدمه د.محمود الضبع كما تتضمن الجلسة الثانية من الندوة ورشة القصة والشعر بالتعاون بين لجنة الدراسـات الأدبية ومختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، ويشارك فيها نقاد لجنة الدراسات الأدبية ونقاد الإسكندرية ويديرها الدكتور هيثم الحاج على.
ويعد فخرى أبو السعود فى طليعة أدباء الشباب فى الثلاثينيات من القرن العشرين، فضلاً عن تمكنه من الأدب العربى القديم والحديث، وكذلك الأدب الإنجليزى الذى درسه بشغف واهتمام، أثناء تواجده فى بريطانيا ضمن بعثة دراسية لمصلحة وزارة المعارف المصرية.
وكان لأبى السعود دراسات معمقة فى الأدب المقارن، نشرتها له مجلة الرسالة القاهرية لصاحبها الأديب أحمد حسن الزيات.
وقد عنى أبو السعود بدراسة تاريخ مصر الحديث، فوضع دراسة موثقة عن الثورة العرابية ضد الاحتلال البريطانى، ونشر قصيدة وطنية بمناسبة ذكرى معركة التل الكبير وقصيدة ثانية وجهها إلى أبناء مصر، وقصيدة ثالثة عن عطيل بطل مسرحية شكسبير.
وبصورة عامة فإن شعره امتاز بالأصالة وبالروى الجميل، وبالصور الشعرية الموحية الصادرة عن أحاسيس نبيلة ووطنية صادقة، تطالب بتحرير البلاد العربية من براثن الاستعمار.
وحين عاد فخرى إلى الوطن وبصحبته زوجته الإنكليزية، التى تعرف عليها فى رحاب الجامعة، وأنجب منها ولدين، وأقام فى الإسكندرية مع أسرته الصغيرة التى شملها بعطفه وحنانه المتدفق، وسافرت زوجته إلى لندن مع ولديه، قبل نشوب نيران الحرب العالمية الثانية بأسابيع قليلة، فلما اشتعلت ميادين القتال فى أوروبا عام 1939 واستهدفت الطائرات الألمانية المدن البريطانية الرئيسية وكان الولدان من بين الأطفال البريطانيين المرحلين إلى الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تجنيبهم الأخطار، فغرقت بهم السفينة جميعاً.
أما زوجته فقد منعتها أجواء الحرب عن العودة ثانية إلى مصر، فانقطعت أخبارها عنه، ففقد صوابه وشجاعته معاً.
وكانت هذه الحالة الأليمة، ضياع أسرته، سبب انتحاره حيث أطلق رصاصته من مسدسه على رأسه فى عام 1940 فكانت نهايته، وطويت صفحة أيامه.