قررت أن أصبح رئيساً جديداً وحقيقياً ومختلفاً لمصر.. وأبدأ عهداً وزمناً جديدين للمصريين.. سأقوم بتقليص عدد الوزارات كخطوة أولى لمواجهة هذا الترهل الحكومى، وسأمنح كل وزير سلطات كاملة وصلاحيات حقيقية للتغيير، ولن أقبل ببقاء أى وزير موظف، أو أى وزير يدير وزارته لمصلحته كرجل أعمال.. سألغى كل المجالس القومية والعليا والوهمية بلا استثناء واحد.. وبالتأكيد سأشطب من القاموس السياسى والاقتصادى والإعلامى المصرى كلمة ولقب ووظيفة مستشار، مقتنعا بأنه لا مستشارين إلا فى القضاء فقط.. والقرار الأهم الذى سأتخذه فى الأيام الأولى لى كرئيس، هو إعادة تقسيم وتكوين محافظات مصر.
لن أقبل بعد اليوم أن تدار محافظات مصر بمثل هذه العشوائية.. فلا مجال لمحافظات جديدة تولد فجأة دون داع أو ضرورة، ولا يمكن السماح لمحافظات قديمة بأن تموت بالتقسيط، لأنه لم يعد لها صوت أو حقوق أو مكان.. سألغى أكذوبة القاهرة الكبرى، لتصبح محافظة القاهرة فقط، بمحافظ واحد ومدير أمن واحد وهيئات وإدارات حكومية واحدة.. وسأعمل على أن تحيا كل محافظة مستقلة، تفتش عن موارد وأحلام وطموحات وقدرات.. ولكل محافظة ظروفها ومقاديرها ونقاط قوتها ولوائحها الخاصة بعيداً عن مركزية القاهرة.. وبمناسبة القاهرة.. لن تبقى مصر، وأنا رئيسها، هى وطن المدينة الواحدة.. هى فقط التى تعيش وتحلم وتتكلم وتعمل وتستمتع، حتى لو كان الثمن هو أن تموت باقى المدن، وكل الناس فى هذا الوطن.. لن أقبل أن تبقى مدن مصر ومحافظاتها مجرد حقول ومزارع ومصانع وورش لخدمة أهل القاهرة، ومجرد سوق استهلاكية لما تبيعه القاهرة من إعلام وترفيه وسياسة.. ولهذا سأضع خريطة كبيرة لمصر أمامى..
وسأبدا مع علماء وأساتذة وخبراء حقيقيين، أضع التصورات المستقبلية لمختلف المدن فى مصر.. فهناك مدن ينبغى أن أعينها تماما لتبدأ حياة جديدة، مثل دمياط التى لابد من مساندتها لتصبح عاصمة الأثاث الشرقى فى العالم.. والسويس تصبح عاصمة البترول فى الشرق الأوسط فتنتقل لها وزارة البترول وكل المقار والمكاتب الإدارية لكل هيئات وشركات البترول المصرية والعالمية.. وتتأسس فيها أول جامعة بترولية وكل خدمات قطاع البترول فى مصر من صحة إلى ترفيه إلى بحوث ومشروعات بشأن المستقبل.. وشرم الشيخ تصبح هى البديل الحاضر والجاهز، لأن تحل محل دبى.
لن أحتفظ بشرم الشيخ كمجرد ممشى وشاطئ بحر وفنادق واستراحة رئاسية، ومكان صالح لعطلات الوزراء والنجوم.. إنما سأجعلها عاصمة المال والتجارة والترفيه فى الشرق الأوسط.. سأطبق فيها نفس قوانين وقواعد دبى.. سأجعلها مدينة تنافسية اقتصاديا وعالميا، لتتفوق على دبى باعتبارها فى النهاية مدينة أكثر استقرارا، وتنتمى لوطن ضخم متماسك اجتماعيا، ليس فيه تركيبات سكانية مختلطة أو معقدة.. ونفس الأمر سيتكرر مع الغردقة والمنصورة وأسيوط والزقازيق والعريش وطنطا.. كما سأقرر أيضاً أن يدخل المصريون مدرسة الديمقراطية الحقيقية.. وفى أول يوم دراسى.. سيصبح المحافظون بالانتخاب.. وأيضاً رؤساء المدن والأحياء، وشيخ الأزهر، ورؤساء الجامعات، والنائب العام، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء.. لن أجعل الديمقراطية الوحيدة فى مصر هى انتخابات الأندية الرياضية.. وسألغى كل التعيينات فى أى مكان، أو لأى مقعد ممكن أن يأتى بالانتخاب.. لا فى مجلس الشعب أو الشورى ولا مجالس إدارة أى شركة حكومية أو مؤسسة صحفية.. لا كوتة للمرأة ولا للأقباط، ولا أى تعيين لأى أحد لا يريد مواجهة الناس والاستعانة بصندوق الانتخاب..
وبالطبع سأجد من يقول لى إن كل ما أريده يلزمه تعديل الدستور.. وأمام هؤلاء سأضحك.. فالدستور لم يكن يوما يمثل أى عقبة أو مشكلة فى وجه أى رئيس لمصر.. وأنا سأصبح رئيسا لمصر.. ولكن فى المنام وليس الواقع أو الحقيقة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة