فى الأدوار النهائية لمونديال جنوب إفريقيا..«يُكرم المرء أو يُهان» فلم يعد هناك وقت للدخول فى حسابات الورقة والقلم والنقطة والثلاث نقاط، فبعد انتهاء مباريات الدور الأول للبطولة بمفاجآته وأفراحه وأحزانه للبعض، انتقل المونديال لمرحلة دور الـ16، وبعدها تم تحديد الثمانية الكبار، أصبحت الأمور أكثر وضوحاً وتؤكد أن كأس العالم سيستمر فى عادته ويغازل أحد المنتخبات الكبيرة صاحبة التاريخ مع المونديال، وأتوقع أن يكون النهائى «أوروبى - لاتينى» هذه المرة بخلاف البطولة الماضية التى كان النهائى فيها بين «ديوك» فرنسا و«أزورى» إيطاليا أبطال النسخة السابقة.
من المفارقات أن الفرنسيين والإيطاليين خرجوا مبكراً من الدور التمهيدى فى واحدة من أكبر المفاجآت، ليس فى هذا المونديال فقط بل على مر العصور، خاصة أنهم فشلوا بكل المقاييس وخذلوا الجميع لاسيما مشجعو بلادهم.. وتوقعت فى وقت سابق ألا يحقق «الأزورى» أى شىء يذكر فى هذا المونديال بسبب الأخطاء «النمطية» التى وقع فيها مارشيلو ليبى، المدير الفنى للفريق، لإصراره والوقوف فى وجه الجميع من خلال الاعتماد على «الحرس القديم» الذى لعب مونديال 2006، معتمداً على أن الكبار سيحققون له ما يسعى إليه، ونسى تماماً أن المنافسات الكروية لا تعتمد على الأسماء الكبيرة وأن كل زمن له رجاله، هذا ما كان يجب أن يفهمه ليبى جيداً لكنه أصر على موقفه حتى حصل على درس عمره بالخروج المبكر «المهين»، وهو مالم أتوقعه ولم يتوقع أحد أن يكون أبطال العالم بهذا الشكل بعد نتائج مخيبة للآمال، فكنت متوقعاً ألا يكون للإيطاليين دور فى المونديال الأسمر ويقف طريقهم عند دور الثمانية على أقصى تقدير لكننى فوجئت بهذا التدهور البالغ.
الصدمة الثانية كانت فى منتخب «الديوك» الفرنسية الذى استمر فى مسلسل الأداء والنتائج المخيبة ودفع ثمن عنترية مديره الفنى دومينيك الذى تحدى الجميع واستبعد نجوم الفريق كريم بنزيمة وسمير نصرى من قائمة المونديال، فضلاً عن دخوله فى مهاترات ومشاكل كثيرة مع النجوم الكبار، وكان أشهرها واقعة أنيلكا مهاجم الفريق الذى رحل من جنوب أفريقيا قبل المواجهة الأخيرة لمنتخب بلاده بأوامر من دومينيك، وباتت الأمور ساخنة فى فرنسا بسبب الأحداث التى صاحبت وجود البعثة فى بلاد نيلسون مانديلا، التى أصبحت بمثابة بلاد المفاجآت المدوية، وكان على رأس تلك المفاجآت ما حققه المنتخب السلوفاكى الذى أطاح بالمنتخب الإيطالى، فهو منتخب يستحق لقب «الحصان الأسود».
المنتخبات الأفريقية التى شاركت فى هذا المونديال لم تقدم جديدا عن البطولات السابقة، ويعود السر فى ذلك إلى رغبة كل لاعب بهذه المنتخبات السمراء فى أن يشارك فى مباريات كأس العالم بحثاً عن الظهور بأفضل شكل لديه بصرف النظر عن نتيجة فريقه فى مباريات الدور التمهيدى ومدى قدرة هذا الفريق على الوصول إلى دور الستة عشر ومنه إلى اللعب مع الكبار فى دور الثمانية، وذلك لكى يحصل على أفضل عرض احتراف فى أندية أوروبا الموجودة فى الدوريات القوية ومن الممكن بعدها أن لا يشارك مع منتخب بلاده فى أى مباراة أخرى طالما أنه نجح فى تحقيق الغرض الذى سافر من أجله مع منتخب بلاده.
يؤكد ذلك ما قلته فى وقت سابق بأن أفريقيا افتقدت مشاركة المنتخب المصرى صاحب لقب أمم أفريقيا ثلاث مرات متتالية، على عكس منتخبات نيجيريا والجزائر وجنوب أفريقيا والكاميرون، أصحاب التمثيل غير الجيد للقارة السمراء، بينما الكوت ديفوار كان حظها سيئاً للغاية، وكان المنتخب الغانى هو الاستثناء الوحيد بعد أن نجح فى تحقيق مراده بتخطى الدور الأول وذلك بسبب تفوق شبابه خاصة إيمانويل بادو وكوادو أسامواه وسولى مونتارى وستيفان أبياه وأندريه أيو، بدنياً وفنياً فى ظل التناغم والتجانس بينهم منذ مونديال الشباب فى مصر 2009.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة