الفقر والبطالة والتعسف الأمنى والفوارق الطبقية التى لا مثيل لها فى العالم واحتكار السلطة.. هذه أسخن 5 ملفات تضمنها تقرير أعدته مجلة الأيكونومست عن الحالة المصرية فى السنوات الأخيرة.. تقرير المجلة البريطانية لم يترك كبيرة أو صغيرة فى المشهد السياسى والاجتماعى والاقتصادى إلا ورصدها واضعا فى الوقت نفسه حزمة من الاحتمالات يصب أغلبها فى اتجاه واحد وهى أن رياح التغيير قادمة لامحالة على الساحة فى مصر.
وبالرغم من خطوره ما رصدته المجلة للمشهد الداخلى فى مصر إلا أنه لا يخرج عن كونه عبارات مكررة وتكهنات تم رصدها من قبل وخاصة فى عام 2005 عندما خرجت نفس المجلة بتقريرحمل نفس الإشارات والتلميحات عن مصر وأنها فى حالة مخاض حقيقى، ومن المتوقع أن تشهد مصر تغيرا مزلزلا خلال الفترة القادمة ومرت 5 سنوات ولم يحدث أى تغيير ولم يؤثر ذلك التقرير على النظام من قريب أو بعيد بل على العكس تماما فإن النظام ازداد شراسة وأخرج كل ما لديه من ألاعيب سياسية نجحت فى تهميش كل القوى السياسية الأخرى ولم تظهر فى الأفق معارضة حقيقية طوال السنوات الخمس الماضية، فلا يمكن وصف ما يحدث تحت قبة البرلمان المصرى أو ما ينشر فى بعض الصحف الحزبية أو المستقلة بأنها معارضة حقيقية بل مجرد عملية تنفيس سياسى بإشراف ومباركة النظام نفسه.
وحتى لو افترض تقرير الأيكونومست الأخير أن الجيل الحالى ليس سلبيا كسابقيه بل إنه أفضل حظا من التعليم ومتحضر جدا، وأكثر اتصالا بالعالم الخارجى، كما أنه بدأ يفقد صبره تجاه استمرار الوضع الحالى فإن الأغلبية من هذا الجيل أيضا تم «فطامه» على عبارة «مافيش فايدة» لزعيم الأمة سعد زغلول... فهو جيل حرم من ممارسة أى دور.
جيل تم تهميشه فأغلبه لايعرف لون بطاقته الانتخابية جيل تربى بالعصى فى البيت والمدرسة والشارع..ولذا فإن الرهان على آليات التغيير التى طرحتها المجلة البريطانية هو رهان خاسر لأننا نحتاج إلى جيل منتم لهذه التربة وليس جيلا يحمل جواز سفره متمنيا الفرار خارج مصر بشكل شرعى أو بغير شرعى.
إذا فإننى شخصيا أرى عكس ما يراه تقرير الأيكونومست حتى ولو وصفنى البعض بأننى متشائم فإننى أقرأ الواقع من خلال الخريطة السياسية الموجودة الآن والتى لن تتغير ولو ظهر ألف برادعى وألف حركه مثل 6 أبريل وكفاية فالواقع الذى نعيشه أكد على أن القادم لن يكون أفضل من الحالى والدليل المشهد الهزلى الذى خرجت به انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى وهى خير دليل على أن الصورة قاتمة وأن الفجر الذى ننتظره لن يأتى فالنظام يسير بنا إلى طريق واحد هو تأميم كل شىء لصالح حزب السلطة والذى وضع كل الضوابط والاحتمالات لمواجهة الزلزال الذى بشرتنا به المجلة البريطانية والدليل هو إلغاء الإشراف القضائى على أى انتخابات قادمة وتجميد الوضع بالنسبة لمطالب المعارضة الشرعية والتى بح صوتها بضرورة تعديل فى الدستور وهو المطلب الذى لن يتحقق الآن وغدا وبعد غد والأسوأ قادم وانتظروه فى بروفة انتخابات الشعب القادمة ثم انتخابات الرئاسة وجميعها مؤشرات حقيقية بأن التغيير لن يسير كما طرحته الأيكونومست أو غيرها فأغلب هذه التتقارير مجرد نقل بالمسطرة من أطروحات المعارضة المصرية الضعيفة واستنساخ لكلمات المعارضين من النخبة والسياسيين المصريين وهو ما يعنى أنه لا جديد فيما طرحته المجلة البريطانية هذا العام وعلينا الانتظار لخمسة أو ستة أعوام قادمة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة