إبراهيم ربيع يكتب: السامبا.. رقصت "على واحدة ونص"!

السبت، 03 يوليو 2010 02:02 م
إبراهيم ربيع يكتب: السامبا.. رقصت "على واحدة ونص"! منتخب البرازيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تعد البرازيل ممتعة فى كرة القدم.. لم تعد ترقص السامبا التى اهتز عشاق اللعبة معها طربا على مدار عشرات السنين.. الخبراء قالوا إن البرازيل انتقلت من مرحلة الإمتاع إلى مرحلة الإيجابية، عندما اكتشفت أنها منذ إحراز اللقب عام 70 وحتى تكرار الإنجاز عام 94 لم تحرز بطولة كأس العالم رغم أنها تقدم أجمل أداء..

جاءها كارلوس ألبرتو بريرا ليغير الكثير من المفاهيم ويسجل فى التاريخ أنه أول من تمرد على السامبا وغير الأداء من الاستعراض إلى الإيجابية حتى لو اختفت الجماليات.. ومع المنتخب، وفق هذه النظرية، قاد البرازيل للفوز بكأس العالم عام 1994 فى أمريكا.. ومن يومها تحولت السامبا إلى رقصة شرقية تقليدية "على واحدة ونص" وإن احتفظت بالطابع البرازيلى الذى ظل متفوقا على المدارس الأخرى بحكم ثقافة كرة القدم وظلت جماهير الكرة الأرضية على ميولها للرشاقة البرازيلية فى الأداء..

اهتم كارلوس ألبرتو بالدفاعات وخلق توازنا فى الأداء شبيها بالتوازن الأوروبى، وبذلك أصبحت الخطط والتكتيك عناصر مهمة فى الأداء بالموازنة مع التفوق الفردى الكاسح للمواهب الفطرية العجيبة التى داومت البرازيل على إنجابها، لكن بمرور الوقت افتقدت هذه المواهب لحرية الاستعراض فى الملعب فتضاءل حجم المتعة التى تقدمها الكرة البرازيلية..

وجاء المدربون الآخرون ليسيروا على نهج كارلوس ألبرتو حتى إن دونجا، المدير الفنى الحالى، عندما واجه مأزقا أمام هولندا فى دور الثمانية، وكان عليه تفعيل الهجوم أكثر، أخرج مهاجما ودفع بمهاجم بديل وانتقده النجم السابق بيبيتو، لأنه لم يستبدل لاعبا فى الوسط بمهاجم إضافى.. وعندما ارتبكت خطط دونجا بفضل القراءة الجيدة للطاحونة الهولندية، ظهر العجز واضحا أمام اللاعبين ومديرهم الفنى.

ولأول مرة تظهر السامبا البرازيلية بهذا العجز وهذا الفقر الشديد فى الخيال أمام شبكة عنكبوتية نسجها الهولنديون حول كل لاعب برازيلى تصله الكرة.. أفلتت المباراة من دونجا ولم يكن باستطاعته الاعتماد على خيال اللاعبين فقط فى حل الأزمة الخططية، بينما كان منتخب هولندا نموذجا فى المزج بين تفوقه التكتيكى وثقافة ومهارة بعض نجومه المخضرمين فسجل تميزا ميدانيا كاد به أن يضاعف النتيجة.

والمؤكد أن هذا الخروج المهين للسامبا البرازيلية من نسخة المونديال 2010 سوف يكون نقطة تحول فى فكر البرازيليين ليبحثوا مجددا عن عناصر جديدة لإحياء خيالهم الكروى الذى تبخر على أرض الواقعية الكروية فى جنوب أفريقيا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة