العالم مشغول بالأرباح والمداخيل الوطنية وحزمة المكاسب الاقتصادية والسياسية من وراء كرة القدم بمناسبة كأس العالم فى جنوب أفريقيا ونحن مشغولون بمعارك تافهة لانتقال أو خطف لاعبين لايستحقون الأموال المدفوعة فيهم، وكأننا نوارى سوأتنا فى عدم التواجد فى هذا المحفل الكروى الكبير.
كرة القدم ليست «لعب عيال» أو لم تعد كذلك بل أصبحت ومنذ فترة ليست بالقصيرة لعبة سياسية واقتصادية تحقق من ورائها الدول سمعة دولية وتجنى منها مليارات الدولارات لإنعاش اقتصادها وتوفير آلاف فرص العمل لشبابها.
فى السياسة مثلاً أصبح قميص أبوتريكة الذى كتب عليه باللغة العربية والإنجليزية فى كأس أفريقيا قبل الأخيرة فى غانا «تعاطفا مع غزة» أهم فعل سياسى عربى فى السنوات الأخيرة، فالقميص لفت أنظار العالم بشدة إلى معاناة غزة المحاصرة، فيما عجزت عنه تصريحات واجتماعات، وتنديدات جميع الزعماء العرب. لم تغضب وقتها إسرائيل من التنديدات والهجوم الصوتى عليها بقدر ما أغضبها أبوتريكة.
والى جانب أن كرة القدم أصبحت مصدر السعادة الوحيد فى بعض دول العالم مثل دولنا العربية فى ظل الإحباط السياسى، فقد أصبحت صناعة اقتصادية مهمة مازالت بعيدة عنا.
حجم الانفاق على كرة القدم فى العالم يبلغ 250مليار دولار، وفى البرازيل تساهم تلك الصناعة فى دخل سنوى قيمته 17 مليار دولار العام الماضى بنسبة 8.4 بالمائة من إجمالى الناتج القومى، وصدرت البرازيل العام الماضى 1086 لاعباً حول العالم.
والتقارير الاقتصادية الصادرة عقب انتهاء كأس العالم فى كوريا واليابان عام 2002 أشارت إلى أن البلدين المضيفين للبطولة حققا إيرادات بلغت 48 مليار دولار بعد استضافة كأس العالم.
والمسح الأخير لمؤسسة «ديلويت آند توش» يؤكد الحكاية، فقطاع كرة القدم يحتل المرتبة الـ17 فى قائمة الاقتصاديات الكبرى فى العالم بقيمة 500 مليار دولار من الإنتاج المحلى السنوى وتضم إمبراطورية كرة القدم فى العالم 240 مليون لاعب و1.5 مليون فريق ودولة «الفيفا» تضم فى عضويتها 207 دول أى زيادة عن أعضاء الأمم المتحدة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة