تجربة المنتخب الوطنى الودية أمام الكونغو الماضية، كان لها فوائد كثيرة، وفى نفس الوقت كانت هناك بعض السلبيات، لكن الأهم هو الفكر الجديد للجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة الذى ظهر خلال هذه المباراة، ونأمل أن يكون مخططا له وليس وليد الصدفة وفقاً للأوراق المتاحة أمامهم، وتحديداً فى خط الهجوم، نظراً للتغييرات الطارئة لغياب الثلاثى عماد متعب وعمرو زكى ومحمد زيدان.
بعيداً عن الهجوم الذى تعرض له الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى على خلفية اختياراته للاعبين، وسواء اختلفنا معهم أو اتفقنا، وهذا شىء وارد فى عالم الساحرة المستديرة، فيجب التأكيد على أن الجهاز الفنى له حرية الاختيار لأنهم فى النهاية هم الذين يتحملون المسؤولية عن الفريق، لكن فى نفس الوقت لابد أن تكون وفقاً لاختيارات مدروسة بعناية، بالإضافة إلى خلق نوع من التجانس بين الكوادر الجديدة والحرس القديم الذى اختلف مع الكثيرين من الذين ينادون بضرورة اعتزال معظمهم اللعب الدولى، فالأمور لا تؤخذ بهذه الطريقة، فيجب أن يكون تغيير الجلد تدريجياً وليس دفعة واحدة، والأهم أيضاً هو الابتعاد باللاعبين عن الأجواء المشحونة داخل الوسط الكروى فى الفترة الحالية من أجل استمرار الاستقرار فى الأداء والنتائج.
تغيير طريقة اللعب للمنتخب الوطنى كانت هى الأبرز خلال مواجهة الكونغو، بعد أن لعب الجهاز الفنى بطريقة 4/3/2/1، على غرار ما شاهدناه من بعض المنتخبات العالمية فى مونديال جنوب أفريقيا الأخير، والابتعاد عن الطريق المعتادة التى يعتمدها حسن شحاتة والمتمثلة فى طريقة 3/5/2، وأتمنى أن يتم الاستمرار على اللعب بالطريقة الجديدة وتعويد اللاعبين عليها، لأنه بصراحة حان توقيت تغيير الطريقة القديمة..
وطبعاً تنفيذ الطريقة الجديدة فى لقاء الكونغو كانت له سلبيات، خاصة فى الخط الخلفى، وهو ما اتضح بدخول ثلاثة أهداف فى مرمى منتخبنا الوطنى، لكن كان خط الهجوم جيداً، وجزئية الأخطاء الدفاعية سيتم تداركها مع مرور الوقت بشرط التمسك بهذه الطريقة وعدم التراجع عنها، فى الوقت الذى يجب فيه استمرار اكتشاف المواهب الجديدة مثلما حدث مع محمد ناجى «جدو» فى بطولة أمم أفريقيا الماضية بأنجولا، وظهور أحمد على مهاجم الإسماعيلى بمستوى جيد فى تجربة الكونغو يجب استغلاله فى إعطاء الفرصة للعديد من اللاعبين الجدد لتجهيز كوادر تكون احتياطيا استراتيجيا للفريق فى الطوارئ.
ويبقى الحديث عن أزمة التصريحات التى نشبت بين الثنائى عصام الحضرى وعبدالواحد السيد، حارسى المنتخب الوطنى ونادى الزمالك، فلابد أن يكون هناك حل لإنهاء هذه الأزمة، حفاظاً على استقرار حراسة المرمى فى الفريق الوطنى، وبغض النظر عن أن انضمام الحضرى إلى الزمالك كان صواباً أو خطأ مثلما يرى البعض، فالأمر أصبح واقعاً ويجب التعامل معه فى إطار تنافسى أخوى ويلعب الأجهز بينهما سواء فى النادى أو المنتخب.
فاصل أخير
فى النهاية.. يجب الحديث عن أن استمرار محافظة المنتخب المصرى على المركز التاسع عالمياً فى التصنيف الشهرى الذى يصدر عن الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، يؤكد أن أفريقيا خسرت كثيراً لعدم وجود منتخب الفراعنة فى العرس العالمى، فضلاً عن أنه لابد أن يتم استغلال هذا التصنيف من أجل نقل خارطة الكرة المصرية إلى الساحة العالمية، وكل ما أتمناه حالياً أن يكون هناك تخطيط جماعى لدى المسؤولين عن الرياضة فى المحروسة، خصوصاً اتحاد الكرة، من أجل تحقيق حلم الملايين والتأهل لمونديال 2014 فى البرازيل، فلابد من ترك الخلافات والصراعات الجانبية من أجل مصلحة منتخبنا الوطنى.