لماذا لم يتم عرض مسلسل «أنا القدس» على الفضائيات العربية.. سؤال طرحه النجم السورى عابد فهد، حيث سألته أنا وزميلى أحمد السماحى فى جلسة جمعتنا لماذا لم تحتفِ القنوات العربية بهذا العمل، وتعاملت معه كأنه لم يكن رغم أن المسلسل يتعلق بقضية الصراع العربى الإسرائيلى، وقضية تهويد القدس تلك القضية التى مازلنا نعايش كل تفاصيلها، وتنعكس آثارها على المنطقة العربية بأكملها؟
مسلسل بذل فيه جهد كبير سواء من كاتبه ومؤلفه المخرج باسل الخطيب، ومنتجه محمد فوزى وباسل الخطيب أيضاً، والذى لم يبخل إنتاجياً على هذا العمل فى شىء. وبالطبع جاءت إجابتنا تقليدية، والمسلسل خرج من السباق الرمضانى بسبب تعنت منتجه محمد فوزى وطلبه مبالغ مادية مرتفعة حسبما تردد فى بعض وسائل الإعلام.
وهى الإجابة التقليدية والأرشيفية التى تلقاها عابد فهد بصمت طويل، مؤكداً أنه لايملك تفاصيل تخص هذه الجزئية، ولكنه يرى أن المسألة أعقد بكثير، خصوصاً بعد أن تعامل الكثير من الفضائيات العربية على أن المسلسل ليس موجوداً، واقتصر عرضه على قناتى فلسطين وسوريا وقناة أخرى، بعيداً عن الفضائيات العربية الكبيرة التى من المؤكد أن يكون جزء كبير من رسالتها هو الاحتفاء بهذه النوعية من الأعمال، خصوصاً أن هناك أجيالا باتت تجهل تفاصيل القضية الفلسطينية وتطورتها وكل ما يتبقى فى أذهانهم هو ما تصدره نشرات الأخبار عن الأوضاع فى فلسطين. ويبدو أن سوبر ماركت رمضان لايحبذ هذه النوعية من الدراما بل بات يميل أكثر إلى الدراما الاجتماعية الخفيفة، أو الدراما التى تعيد أمجاد الملكية بعيداً عن القدس وصراعاتها التى باتت مادة دائمة فى نشرات الأخبار، ورغم أن سوبر ماركت رمضان يضم جميع المنتجات فإنه فى نفس الوقت يعانى من تعسف وتعنت المعلن تجاه نوعية بعينها من الأعمال، حيث أصبح هو المتحكم أيضاً فى نوعية المنتج، فما الذى يعنى المعلنين فى مسلسل يؤرخ للقدس وينذر بعواقب كل ماهو قادم لذلك على عابد فهد وغيره من الفنانين الذين ينتقون أدوارهم بعناية أن يفكروا ملياً، ويتراجعوا خطوات للوراء لأنهم مهمومون بالقضية العربية وتهويد القدس لأن اختياراتهم قد تجعلهم فى وقت من الأوقات خارج السباق الرمضانى، أو بمعنى أكثر دقة خارج السوبر ماركت الرمضانى الذى بات يلهث أكثر وراء برامج المقالب وتقطيع الهدوم بين الضيوف.
«أنا القدس» هو عمل درامى ضخم، تشارك فيه نخبة من نجوم الدراما المصرية والسورية والأردنية واللبنانية والفلسطينية، ويتناول حكاية المدينة المقدمة وما جرى فيها من أحداث على مدى 50 عامًا من القرن الماضى بين عامى 1917 و1967 وذلك من منظور إنسانى وتاريخى فى وقت كانت فيه القدس منارة تستقطب أهم المفكرين والأدباء والشعراء ويعتبر العمل وثيقة هامة فى المرحلة الراهنة، ورغم أهمية مايطرحه المسلسل فإن حظه فى العرض التليفزيونى لم يكن على نفس مقدار العمل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة