حالة من السخط العام تسود الشارع العربى بسبب الاحتقان الحرارى، الذى ولد أزمة الكهرباء المتنقلة من عاصمة إلى عاصمة عربية، مما أدى إلى حالات احتجاج واسعة بدأت فى مصر وانتقلت إلى بغداد وبيروت، وهذا لا يعنى أن باقى العواصم سلمت من أزمات الكهرباء خصوصاً المنامة والكويت وبعض المناطق فى المملكة العربية السعودية، إلا أن الأمر لم يصل إلى درجة الاحتقان الشعبى بعد رغم درجات الحرارة القياسية ولا يزال بعيداً عن أعين أهل الإعلام والصحافة.
بالنسبة إلى لبنان فلم يكد أهاليه يتنفسون الصعداء لتنفيذ الجزء البسيط من مشروع نقل الغاز العربى المغذى لمحطات الكهرباء ومن ضمنه طبعاً الغاز المصرى حتى قطعت مصر إمداداتها الغازية والكهربائية ولحقت بها سوريا لتأمين الاكتفاء الذاتى وقت الذروة، فعم الظلام مختلف المناطق اللبنانية بسبب الحمولات الزائدة على الخطوط بسبب موجة الحر الغير طبيعية، علماً بأن مصر كانت قد أعلنت سابقاً أنها لن توقف تدفق الغاز المخصص لمحطات توليد الكهرباء، إلا أن الأزمة التى سادت عندها كانت وراء القرار مما طرح تساؤلات عدة خصوصاً فيما يتعلق بجدوى خط الغاز العربى ومشروع الربط الكهربائى العربى إذا كان سيتم تعليقه عند أى أزمة؟
إن الكلام عن أزمة الكهرباء فى بلد كمصر لن يتعدى الكلام الإطار الحكومى والمعالجة الرسمية والكلام عن تقصير هذه الوزارة أو تلك، أما فى لبنان فللأمر بعد آخر، فلم تكد الأزمة بالانكشاف حتى اتخذت منحا أخر ودخلت الطائفية على الخط بعد أن قام بعض السياسيين بتحوير الاحتجاجات الشعبية عن معناها الأصلى وتمت نسبتها إلى طائفة معينة دون أخرى، وإنها موجهة ضد وزير الموارد الكهربائية جبران باسيل الذى يتم اتهامه بالتقاعس بحل أزمة الكهرباء وعدم القيام بتدابير فورية تبعد شبح تقنين الكهرباء عن المواطنين.
وهنا لابد من العودة إلى أهمية الغاز المصرى، فبظل التقارب السياسى السورى – السعودى – المصرى والذى عكس إيجابياته على الوضع الداخلى اللبنانى، فلابد من عودة الغاز المصرى إلى لبنان وكذلك السورى درأً للفتنة التى قد تقع، والتى قد لا يحمد عقباها، خصوصاً أن الأمور مشابهة نوعا ما إلى الحالة التى كانت سائدة عندما تم إسقاط حكومة رئيس الوزراء السابق عمر كرامى بسبب الأزمة الاقتصادية المستفحلة فى ثمانينات القرن الماضى، فلا لبنان يحتمل الآن أى هزة للحكومة الحالية ولا العلاقات العربية – العربية تستطيع مواجهة أى اهتزاز آت من الأراضى اللبنانية، فحاجة لبنان إلى الغاز والكهرباء حالياً لا تتعدى حاجة شارع أو زقاق من القاهرة أو دمشق.
فضخوا الغاز وزودوا لبنان بالغاز درأً للفتنة الآتية عبر خطوط الكهرباء والمحولات المتوقفة عن العمل لتجنب عودة عقار الساعة إلى الوراء لبنانياً وعربياً.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة