..الآن عرف محمد روراوة وشركاه أن الاعتداء على قافلة تسير فى الشارع أمر وارد ومتوقع، ولا يعبر أبدا عن روح عامة الناس.. هاهو أوتوبيس الأهلى فى الجزائر يتعرض لطوبة من مشجع متعصب وموتور، وهو نفس ما حدث لأتوبيس منتخب الجزائر فى القاهرة.. طوبة بطوبة.. وإحنا دلوقتى خالصين ورب ضارة نافعة..اعتداء باعتداء لنهدأ جميعا ونتعلم من الدرس ونقول للإخوة الجزائريين إن انفعالهم أيام التصفيات ومباراة القاهرة بالذات لم يكن إلا محاولة لإنزال عقوبات على الكرة المصرية تساعد منتخب الجزائر على التأهل.. لم يكن شعورا بعداء المصريين لهم، لكن انتهازا لفرصة ذهبية. وفى الجزائر كان رد فعل المصريين -متمثلا فى الأهلى- مغايرا وواقعيا، صحيح حرص حسن حمدى ومسؤولو البعثة على نقل الحدث لمسؤولى الاتحاد الإفريقى عن طريق المراقب لكن بهدوء وبدون مبالغات واستفزازات..وفى نفس الوقت كانت إدارة البعثة حريصة على ما لم يحرص عليه الجزائريون فى حادثة القاهرة، وهو عدم المبالغة والقضاء فورا على أية بادرة للعداء والتشنج والانفعال الطائش.. فأعلنت ثقتها أن الحادث فردى ولا يفسد أبدا الحفاوة البالغة التى قوبلت بها بعثة الأهلى فى الجزائر، وأنها تقدر جهد الإخوة الجزائريين فى حماية البعثة وتوفير كل التسهيلات. هناك فرق.. بين رد فعل وآخر.. وربما يطلب الأهلى حقوقا قانونية وهذا حقه، إلا أنه لم يذهب بالواقعة لما هو أبعد من إطارها الحقيقى.. وهو ذكاء يحسب لهذا النادى العريق، بحيث يحصل على ما يريد وهو يبتسم.. مع اقتناعنا بأن الظروف مختلفة كثيرا فى الحالتين.. وما كان بين الكرة المصرية والجزائرية إبان التصفيات من طموح ضخم وشرف كبير يسعى إليه الطرفان يختلف عما بينهما فى مباراة ليست حاسمة ولا مصيرية.. لكن فى نفس الوقت تكرار الواقعة يبرئ ساحة المصريين عامة من تهمة التحريض أو التدبير وإلا فإن الجانب الجزائرى أيضا حرض ودبر.. وربما يكون الاعتداء على أتوبيس الأهلى هو نقطة التحول الحقيقية الجوهرية فى علاقة البلدين، بعد أن وعى كل منهما حقيقة أن معظم النار من مستصغر الشرر.. وأن ما فى القلب لا يمكن تغييره إلا عبر وسائل غير تقليدية تبنى جوا جديدا من الثقة.... وربما يكون سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة أكثر المتضررين من سوء العلاقة المصرية الجزائرية لأن الكثيرين حملوه مسؤولية ماحدث وما تبعه من عقوبات.. وكان زاهر ضيفا على «اليوم السابع» فى ندوة تحدثنا فيها بصراحة وقلب مفتوح.. وكنت أنظر إليه وهو يتحث وأحاول أن أحسم حيرة شديدة انتابتنى وهو بعيد عن اتحاد الكرة عقب الحكم القضائى.. فعلى المستوى الشخصى أحب سمير زاهر جدا فهو شخصية قادرة على استيعاب كل البشر.. تستطيع أن تراه فى مقهى بلدى فى ميدان السيدة زينب يشرب مع البسطاء والصنايعية الشاى والحلبة بالحصا ثم يستأذن لأن عنده موعد بعد نصف ساعة مع زمرة مختلفة من المعارف والأصدقاء بفندق 5 نجوم يشرب ما يهضم به مأكولات الأثرياء ويظهر بوجهه الآخر الذى جعل البعض يطلق عليه لقب البرنس..وسمير زاهر مختلف فعلا.. لأنه لا يخاصمك حتى وهو يقرأ لك صباحا نقدا لاذعا فى جريدة وربما شتيمة.. تقول فيه ما تشاء ثم تتصل به هاتفيا فيرد عليك ببساطة ويعاتبك فى كلمتين ثم ينقلك إلى حديث آخر وكأن شيئا لم يحدث. وطبيعته هذه هى التى جمعت الكثيرين حوله فى محنته الأخيرة، حتى الذين انتقدوه تعاطفوا معه وتمنوا عودته، وكان ذلك غريبا ومثيرا للجدل.. كيف يتمنى هؤلاء أن يرحل سمير زاهر باتحاده ثم يتسابقون فى المديح فيه.. وفى مقابل ذلك.. أنت لا تستطيع أن تتحمل اتحاد الكرة الذى يرأسه سمير زاهر.. وقد اعترفت لزاهر بهذه الحقيقة خلال وجوده فى «اليوم السابع» فلا يوجد فى تاريخ الكرة المصرية اتحاد منبطح مثل الاتحاد الحالى..اتحاد ضعيف ويعترف بضعفه.. مسلوب الإرادة لا سيطرة له على الأندية الكبيرة.. وهذا كان كافيا لأن تنهار إدارة اللعبة فى مؤسستها الرسمية والشرعية.. فباستثناء المنتخب الأول بظروفه الخاصة فى مصر ورعايته الاستثنائية من الدولة لا يوجد شىء مقبول فى الكرة المصرية.. كل شىء سيئ.. والأمنية الكبيرة لدى الرأى العام أن يختفى هذا الاتحاد.. لكن إذا اختفى سوف يقول الناس يا خسارة يا زاهر. سبحان الله.. نحبك ولاّ نكرهك يا كابتن ؟!.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة