لن نستخدم المدفع الآلى لكى نأخذ حقوقنا.. ولن نلقى الحجارة على أتوبيس الشبيبة الجزائرى لنثبت أن الطوب قادر على ردع الآخر وإثبات الحقوق.. ودليل القوة والشجاعة أيضاً.. لأن قاذف الطوب ليس شجاعاً ولا الذى أصابته الحجارة جباناً.. ضعيفاً.. هشاً.. ولكننا سنظل نتمسك بإعلاء اللوائح والقوانين، وسوف نؤكد أننا نؤمن بالمؤسسات، ونعرف أن أخذ الحقوق حرفة ومهنة لا تأتى إلا بالمعرفة وكيفية إدارة الأزمات.. فالصوت العالى والتشاجر والتناحر تسىء وتقلب وتغير وتلوى الحقائق.. فإذا وثق الأهلى التجاوزات التى تعرض لها فريق كرة القدم خلال مواجهته مع فريق شبيبة القبائل الجزائرى والتى أقيمت فى ولاية تيزى أوزو بالجولة الثالثة بدورى الأبطال الأفريقى والتى انتهت بفوز الشبيبة بهدف نظيف.. فنطالبه سريعاً بأن يعد ملفاً واضحاً.. كاملاً يظهر فيه حجارة المهاويس وتأثيرها السلبى على نفسية اللاعبين، والإصابات أيضاً التى تعرض لها أسامة حسنى.. وعلى مسؤوليه أن يكثفوا ويظهروا الصور المحيطة التى ظهر عليها استاد تيزى أوزو التى ظهرت فيها كميات الشماريخ الممنوعة والصواريخ والأعيرة النارية وقنابل الدخان المرعبة التى أشاعت أجواء الخوف والرعب فى نفوس اللاعبين.. وجعلت المباراة تخرج من روح الرياضة التى تبعث على الود والتسامح والمنافسة الشريفة وأدخلتنا فى أجواء غير مستحبة من التوترات والعصبية الزائدة والتشنجات غير المبررة، وبدلاً من أن نستمتع بمباراة فى كرة القدم تحولنا وكنا كمن يشاهد مصارعة ثيران فى حلبة محفوفة طول الوقت بالمخاطر التى تجعلك تكفر بهذه اللعبة الشعبية. وإذا كنت أطالب مسؤولى الأهلى وعلى رأسهم حسن حمدى رئيس النادى الذى كان مصاحباً للبعثة وشاهد بنفسه الأجواء العامة التى لا تصلح لإقامة مباراة.. نعم أطالبه سريعاً بأن يتمسك بكل حقوق النادى الكبير ولا يتراجع تحت مسميات هشة ضعيفة، ولا يستمع إلى كلمات الذين يخلطون الكرة بالسياسة.. لأنه وجب علينا أن نتمسك بإعادة هذه المباراة، وأرى أنه حق أصيل للأهلى، أو الانسحاب من هذه البطولة التى باتت تؤلم ولا تفرح.. تخيف ولا تدفع إلى القوة.. تقطع العلاقات ولا ترسخها وتقويها.. تؤذى النفوس ولا تهذبها.
نعم أراها فرصة كى يتم تصحيح مسار العلاقات الكروية بين الأندية المصرية والجزائرية.. أما إذا تركنا تلك المواقف دون التمسك بأخذ الحقوق فستكون هناك آثار وخيمة ربما تزيد من جرأة المهاويس وتجعل البعض يكفر باللوائح والقوانين، ونعود مرة أخرى إلى قانون الغابة لتكون الحياة للأقوى بسواعده وليس بعقله. وأكرر أن الأهلى الكبير عليه أن يأخذ موقفاً يساوى ويوازى تاريخه العريق ولا ينبطح تحت أى مسميات وادعاءات، وذلك حتى لا نعطى فرصة للذين يرجمون تاريخ مصر والجزائر بسبب مباراة كرة قدم.. ولا نعطى فرصة للمتطرفين الذين يريدون إشعال الفتنة السياسية بين البلدين الشقيقين. ومرة واحدة نؤكد المثل الشعبى «إن كنتم اخوات اتحاسبوا».. فربما الحساب الحقيقى يجعل كل طرف يفكر جيداً قبل إهانة الآخر.. وإلا الانسحاب من هذه البطولة التى باتت تهدد مصير الـ 120 مليون مسلم تعداد البلدين، أو إعادة هذه المباراة كى يتعظ أو يتعلم هؤلاء المهاويس أن هناك ردعا لأى مخالف وليس هناك أحد فوق اللوائح والقوانين، وحتى أيضا لا يكون هؤلاء المراهقون الجدد فى الإعلام هم قاطرة الأمة العربية التى ربما تنهى ما تبقى من تاريخها وتدمر الحاضر الذى نحاول ترميمه.