«بنتى اختفت فى ظروف غامضة ولم أعلم عنها شيئا وحاولت الاستنجاد برجال الشرطة لمساعدتى فى الوصول إليها، فسخروا منى، مؤكدين أنها شافت حالها مع أحد الشباب» كانت هذه الكلمات جزءا من قصة مأساوية يعيشها عجوز إسكندرانى، كان القدر قاسيا معه حينما حرمه من فلذة كبده، والتى كان يصفها دائماً «بنت بمليون راجل» لكنها ولت مدبرة دون رجعة، ليجد نفسه فجأة يقف فى كبرى الميادين العامة بالإسكندرية يحمل صورها بحثا عنها.
العجوز استجمع قواه وسرد لـ«اليوم السابع» تفاصيل الواقعة منذ البداية، قائلا إن سنوات العمر ضاعت منى وأصبحت لا أستطيع أن ألبى احتياجات أسرتى، ومما زاد من حزنى أننى لم أمتلك ولدا ذكرا يعول أمرى، لكن الله عوضنى خيراً فى نجلتى «أميرة» التى منحها الله عقلاً جعلها تتفوق فى المدرسة وتحصد أعلى الدرجات، ومن ثم كنت أتفاخر بها بين جيرانى، ولم يمنعها تفوقها فى المدرسة من القيام بالأعمال المنوطة بها فى المنزل فكانت بمثابة رجل البيت.
وأضاف الأب المكلوم أنه فى أحد الأيام ذهبت لمدرسة العوامى بأبو تلات لتقديم أوراق شقيقها بالمدرسة، ويستكمل عم محسن وشهرته أيوب النقاش 50 سنة حكايته قائلا:ً «كعادة ابنتى أدت بصلاة الصبح وخرجت إلى المدرسة، لكن الظهر مر والعصر، وبدأ الليل ينسج خيوطه ولم تأت الفتاة، الأمر الذى جعلنى أذهب إلى المدرسة وتأكدت أنها قامت بتقديم الأوراق، وبحثت عنها فى كل مكان بلا جدوى حتى انتهى بى الحالى فى قسم شرطة العامرية أول وأمام النقيب إسلام شومان قمت بتحرير المحضر رقم 60 أحوال العامرية وأكدت فيه أن ابنتى خرجت من منزلها الكائن بالكيلو 22 ساحلى قبلى الطريق ولم تعد حتى الآن، وكنت أتردد بين الحين والآخر على قسم الشرطة حتى أطمئن على ابنتى وما وصلت إليه تحريات المباحث».
واستطرد قائلاً إن صدمته على نجلته كانت أقوى عندما سخر منه أحد ضباط القسم قائلاً له بأن نجلته «شافت حالها مع أحد الشباب وأقامت معه علاقة غير شرعية» وعندها تمنيت العثور عليها ولو أشلاء حتى أريح قلبى الذى احترق عليها. وناشد عم أيوب الجميع بتوزيع صورة نجلته أملاً فى العثور عليها لإيقاف دموع والدتها التى لا تتوقف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة