الصيام هو شلال من الأنوار والمنح الربانية للعبد الذى قرر بعد أن جاءه الأمر الإلهى أن يتشبه بعالم السماء، حيث الكل يصوم عن الأخطاء أى الذنوب بكل صورها الظاهرة والباطنة.
السماء تصوم، أى تمتنع عن الذنوب وكذلك الصائم، إنه قانون السماء الذى يريده الرب من العبد «كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم» إنه سلوك نورانى علوى ملائكى، فالملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يعصون ربهم ويفعلون ما يؤمرون، إن الصيام يأخذ العبد نحو طريق الملائكة وطريق التلقى الإلهى، وذلك لأن الصيام يجهز الإنسان ليأخذ الرسائل النورانية من عالم السماء، إنه رقى بدنى وروحانى البدن يصبح أنقى ويصبح القلب أنور ويصبح العقل أبصر، إن شهر رمضان هو شهر الصوم هو شهر الأمة، يعطى هدية خيرا من ألف شهر، إنها ليلة القدر التى ينتظرها كل مسلم صائم، إنها ليلة السعادة، ليلة العطاء الربانى، ولكن ليلة القدر لا تنفى أن العطاء الربانى يشمل كل الصائمين، قال سيد الخلق: من تقرب فى رمضان بخصلة خير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه».
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به» وليتخيل العبد حجم العطاء الملكى الربانى عن فعل قام به، إن الجائزة فوق تصور البشر، ويشعر الصائم ببشائر العطاء الرحمانى أثناء الشهر الكريم، إنه شهر كان فيه رسولنا العظيم أجود من الريح المرسلة، الله سبحانه وتعالى يجزل العطاء ورسولنا الكريم يجزل العطاء والعبد المسلم الصائم عليه أن يجزل العطاء.
إن ما يراه العبد من الأنوار والعطايا الربانية تجعله ينبسط وجدانياً ويدرك بالبصيرة الرمضانية أن الكرم الربانى له ولغيره، فتعم السكينة فكره وعاطفته، ويميل إلى العطاء للآخرين فيخرج زكاة الفطر، وهو راض ويزيد فى المبلغ المقرر عليه، وهذا من منطلق إنه إذا كان العطاء الإلهى هكذا فلماذا أبخل على المستحقين والمحتاجين من إخوانى الصائمين، إنه شهر الكرم المادى والمعنوى.. مرحباً رمضان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة