بعد انتشار البريد الإلكترونى.. "البوسطجية اشتكوا من قلة مراسيلى".. ساعى بريد: فين أيام العز وإكراميات التنسيق.. ومستشار الهيئة: البوسطجى لم ينقرض وزاد عمله

الإثنين، 20 سبتمبر 2010 01:24 م
بعد انتشار البريد الإلكترونى.. "البوسطجية اشتكوا من قلة مراسيلى".. ساعى بريد: فين أيام العز وإكراميات التنسيق.. ومستشار الهيئة: البوسطجى لم ينقرض وزاد عمله بعد انتشار البريد الإلكترونى قل عمل البوسطجية
كتب أكرم سامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يلف الشوراع على دراجته القديمة، حاملا حقيبته الجلدية المرقعة، المليئة بالجوابات والمعايدات والتلغرافات، يعرف كل أهالى الحى ويعرفونه جيدا.. يحمل لهم أخبار الأحباب الغائبين ونتائج مسابقات التعيين وتنسيق الأبناء.. ويحرصون على إرضائه تيمنا برضاه عنهم وكأنه يسطر مضمون الخطابات بيده.. إنه ساعى البريد الذى يعتبر أحد الملامح الرئيسية للحياة فى النجوع والقرى والشوارع والأحياء المصرية.

"بوسطة".. نداء يطلقه البوسطجى فى بير سلم أى مبنى فتنخلع قلوب سكانه ويهرعون فى اشتياق لمعرفة الأخبار.

مشاهد أصبحت جزء من الماضى واختفت تماما من الحاضر مع التطور التكنولوجى وظهور البريد الإلكترونى الذى يكرهه عم أحمد عبد الراضى، ساعى البريد بمنطقة الجيزة ويقول فى تأثر وحزن "خلاص.. مهنة البوسطجى راحت عليها، دلوقت البتاع اللى اسمه الإيميل ده هو اللى بيعملوا بيه كل حاجة، توصل بيه أى جواب أى صورة أو أى كلمة إنت عايزها فى نفس الوقت على الإنترنت، فما الداعى أن ينتظر شخص أربعة أيام وربما أكثر لاستلام جواب".

وعن أفضل أيام الجوابات قال عم أحمد "أحسن أيام وكانت عز بالنسبة لى هى أواخر أيام السبعينات وأوائل الثمانينات، حيث كان يسافر العديد من الشباب المتزوجين وغير المتزوجين إلى الخارج وكانوا يرسلون جوابات شهرية لأسرهم، وكان وقتها لايوجد شىء اسمه الإيميل، فحين كان يأتى لنا الجواب ونوصله لباب الشقة نأخذ الحلاوة" أى شىء يعطيه لنا صاحب الشقة"، كما أن جوابات التنسيق التى كانت تذهب للطلاب بعد نتيجة الثانوية العامة كانت مصدر رزق لنا، وكلما كانت الكلية عالية كلما كانت الحلاوة كبيرة، أما حاليا أصبح الطلاب يعرفون نتيجة تنسيقهم عبر الإنترنت وضاع علينا كل شىء.

والبوسطجى شخصية لها تأثيرها فى وجدان الشعب المصرى ووجد الكاتب القدير يحى حقى فيها ملمحا درامياً نسج منه روايته الشهيرة البوسطجى التى تداخلت فيه طبيعة وظيفة ساعى البريد والتقاليد الاجتماعية والثقافات المختلفة فى تقاطع مأسوى مع القدر.

ومن أشهر الذين عملوا فى هذه المهنة والد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والروائى الكبير إبراهيم أصلان، والذى ألهمه عمله فكتب بصفته تاريخ.

حسن عبد الله طالب جامعى يقول "حين كان أخى الأكبر فى الثانوية العامة وكنا منتظرين نتيجة التنسيق بفارغ الصبر وعندما جاء بها البوسطجى أعطيناه "الحلاوة"، فأنا شخصيا أحب جدا شخصية البوسطجى.

أما مروة صلاح 23 سنة تقول "وأنا صغيرة كنت أحب جدا نداء البوسطجى وهو ينادى على أمى قائلا "يا أم مروة جواب من أبو مروة" حيث كان أبى مسافرا ويرسل لنا جوابات وشرائط، فشخصية البوسطجى محببة جدا بالنسبة لى.

تطورت مؤخرا الهئية القومية للبريد لمواكبة العصر ودخول المنافسة مع شركات الشحن الأخرى والتى أصبح دور الهيئة حاليا بعد اختفاء مهنة البوسطجى.

يقول مصطفى الغمرى مستشار الهئية القومية للبريد سابقا "مهنة البوسطجى لم تؤثر على كفاءة وأداء الهئية القومية للبريد، فطورت الهئية من نفسها وطرحت خدمات كثيرة مواكبة للعصر،وتتمثل فى خدمات الشحن وغيرها من الخدمات الأخرى، كما أن ساعى البريد حاليا له دور فى توصيل جوابات البنوك لعملائها بالإضافة إلى جوابات المدارس والجامعات الخاصة بإنذارات الطلاب، فالبوسطجى مازال موجودا.

وأضاف الغمرى أن البوسطجى يقوم حاليا بتوصيل المعاشات لكبار السن، غير القادرين على الوقوف فى طابور طويل عريض لإستلام معاشهم،فتتشمل خدمات البردى حاليا الخدمات المالية إلى جانب خدمة التوفير التى بدأت عام 1901، مثل الحوالات البريدية.

ويقول ’’نفسى الناس تغير نظرتها لموظف البريد المقتصرة على أنه مجرد بوسطجى لأنه فعلا ليس كذلك فحاليا يقوم ساعى البريد بخدمات كثيرة بتوصيل الطرود والمعاشات وغيرها من الخدمات، ولكن هيئة البريد تحاول دائما مواكبة التطوير وإعطاء مهام أخرى لساعى البريد من زيادة خدمتها الحالية’’.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة