حافظ أبو سعدة

ضد الإقصاء

الخميس، 13 يناير 2011 08:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما ابتدأ عام 2010 بحادثة نجع حمادى المروعة التى راح ضحيتها قتلى وجرحى مسيحيون أثناء خروجهم من قداس صلاة، اختتم العام أحداثه بمصاب جلل آخر وهو تفجير كنيسة القديسين فى الإسكندرية وهذه الأحداث الدموية التى تستهدف مسيحيين تسارعت وتيرتها فى الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، ويطرح الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام.

ورغم أن رد فعل المجتمع جاء لتخفيف الأحزان عن المسيحيين حيث أظهر تعاطفاً واسع النطاق داخل المجتمع المصرى لكل فئاته وطوائفه مع المسيحيين وتجلت فى الدعوة للمشاركة فى الكنائس ليلة العيد تحت شعار (يا نعيش سوا يا نموت سوا)، بالإضافة إلى مبادرات كثيرة للدعم والمساندة للضحايا ومواساتهم، لكن كل هذا جيد وهام، إلا أن المطلوب هو الإجابة عن السؤال الرئيسى: لماذا يُستهدف المسيحيون ولماذا تضع بعض القوى المسيحيين كرهائن فى أيدى المتطرفين، كما كان السياح أيضا هدفا للجماعات الإسلامية فى التسعينيات؟..

كان الثلاثى المستهدف أثناء جولة العنف الدموى فى مصر هم ضباط الشرطة وأفراد الأمن والسياح والمسيحيون، وقد سجلت تقارير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان هذه الحوادث الإرهابية فى تقاريرها فى ديروط والقوصية والفيوم وقنا والقرنة وعين شمس وإمبابة والكشح بسوهاج ونجع حمادى والأقصر.

فهؤلاء الذين يعتنقون الفكر التكفيرى يقومون بالفعل على نظرية تعتبر كل من هو مخالف فى الدين عدوا ويجوز قتله وإقصاؤه، وكذلك المسؤولون الحكوميون الذين يقومون بحمايتهم أو حراستهم وقد عانت مصر كثيرا مع هذا الفكر التكفيرى.

والتعايش المشترك يعنى الاعتراف بالاختلاف واعتبار هذا الاختلاف مصدر ثراء فى المجتمع وأن ينعكس هذا التنوع فى كل المؤسسات التى تمثل هذا المجتمع وهنا تكمن المشكلة الحقيقية فى أن احتكار الحزب الوطنى للسلطة والنفوذ وإقصاء كل المخالفين له من الحق فى التمثيل فى البرلمان ومجلس الشورى وهى رسالة تعزز وتقوى الفكر والسياسة الإقصائية.
إن المواجهة الحقيقية تبدأ بتغيير بنية النظام السياسى القائم على الإقصاء والأبعاد وإيجاد صيغة للتعايش المشترك تعمل على أن يشارك المصريون فى السلطة وإدارة الشأن العام وإلغاء كل القواعد والقوانين التى تميز بين المواطنين.
حتى لا ينتفض المجتمع المصرى بعد كل حادثة تودى بأرواح أبرياء وتسيل دماء المصريين، ثم تعود بعد ذلك الأمور إلى سيرتها الأولى، يجب أن نتحرك، فالخطر أصبح أقرب مما نتصور، والمشاركة والاندماج لمواجهة الإقصاء. > >









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة