محاولة صاحب مطعم الانتحار عن طريق إشعال النار فى نفسه أمام مجلس الشعب فتح الملف الساخن عن حوادث الانتحار التى شهدتها محافظات مصر مؤخرا والتى مع اختلاف أسبابها تبدو الضائقة المالية والبطالة أبرز أسبابها، ويعد الشباب أكثر الفئات العمرية إقبالا على هذا النوع من الجرائم، كما يعد الحبل أشهر الأدوات التى يستعملها المنتحرون.
وسجلت محافظة القاهرة ارتفاعا ملحوظا فى جرائم الانتحار مقارنة بباقى المحافظات فى حين تنخفض الظاهرة، كلما اتجهنا جنوبا حيث يعتبر "الصعايدة" الانتحار ضد الرجولة ومن ثم اقتصرت جرائمه فى الجنوب على تلاميذ المدارس.
اللواء حسام لاشين مساعد وزير الداخلية الأسبق يرى أن دور الداخلية فى مواجهة جرائم الانتحار تبدأ بعد وصول البلاغ ومن ثم يتحرك رجال الشرطة لإنقاذ شاب حاول إلقاء نفسه من أعلى عقار أو كوبرى، وقال: لا يعقل أن تعين الداخلية فرد أمن على كل مواطن لحراسته.
وأشار لاشين إلى أن موضة الانتحار بدأت تطل برأسها على المجتمع فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعانى منها المواطنون وما صاحبها من ارتفاع الأسعار.
وكان لظهور الأمراض المزمنة باختلاف أنواعها فى ظل نقص الإمكانيات المادية والطبية لمقاومتها، دور فى دفع عدد غير قليل إلى الانتحار مفضلينه على تحمل الألم فينهون حياتهم بإلقاء أنفسهم من الطوابق المرتفعة تارة أو الشنق.
الجهل الذى بدأ يتفشى بسبب تسرب الطلاب من المدارس جعلهم يجهلون العواقب الوخيمة للانتحار وعقاب الآخرة، فنجد شابا ينتحر حزنا على والدته ظنا منه أن ذلك يعنى قمة الوفاء والإخلاص لها.
وعن أبرز الأدوات التى يستعملها المنتحرون أوضح لاشين أن "الحبل" هو الموضة بينما فضل البعض إشعال النيران فى نفسه كما حدث أمام مجلس الشعب هذا بالنسبة للرجال وتفضل السيدات تناول الحبوب أو قطع الشرايين.
ويرى الدكتور مصطفى رجب أستاذ علم الاجتماع والعميد الأسبق لـ"تربية سوهاج" أن الضائقة المالية التى ألمت بالشباب كافية لإقدامهم على الانتحار، إضافة إلى الأحلام الوردية التى تقدمها الدراما المصرية من خلال المسلسلات الهابطة ويصطدم الشباب بعكسها فى واقعهم فيفضل بعضهم الانتحار.
وأضاف رجب أن غياب الوازع الدينى من الأسباب القوية للانتحار لافتا إلى أنه بجب تكاتف وزارة الإعلام والأوقاف وجميع الجهات المعنية لمواجهة هذا الخطر الذى يهدد مجتمعنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة