د. حامد طاهر

توابع ويكيليكس

الأحد، 02 يناير 2011 02:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لكى نكون منصفين وغير مكابرين، فإن ما فعله موقع ويكيليكس يعتبر بكل المقاييس أكبر وأخطر حدث معلوماتى فى مطالع القرن الحادى والعشرين، فهو أولا من حيث كمية عدد الوثائق التى نشرها قد حقق سبقا إعلاميا غير مسبوق فى تاريخ الدبلوماسية العالمية، والأمريكية منها على وجه الخصوص. وثانياً من حيث المضمون فقد كشف خبايا الغرف المغلقة، والأحاديث الحميمة بين سياسيين ودبلوماسيين لم يكن من المتوقع أبداً أن يكشف عنها فى يوم من الأيام، وثالثا: من حيث ما يحتجزه فى جعبته ولم ينشره بعد.. جعل المتورطين فى سراديب السياسة العالمية يضعون أيديهم على قلوبهم التى تنبض بشدة خوفا من افتضاح أمرهم، أو إسقاط الأقنعة التى طالما وضعوها على وجوههم أمام العالم كله، وأمام شعوبهم على نحو خاص.

وأخيرا وليس آخراً: فإن الموقع تجاوز بمراحل ما تفعله وكالات الأنباء العريقة والعتيقة وجعلها تلهث وراء ما ينشره، أو بعد نشرة فى المستقبل القريب.

وبالطبع الدول كلها، وبدون استثناء، غاضبة من ويكيليكس، ومن حقها أن تغضب، بل وتتوعد كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا لابد من التوقف قليلا لطرح سؤال هام: من هو المسئول الرئيسى عن تسريب هذه الأعداد الهائلة من الوثائق الأمريكية؟ أليست وزارة الخارجية الأمريكية، وعلى رأسها السيدة الفاضلة هيلارى كلينتون؟! ولماذا لم يتوجه أحد حتى الآن إليها باللوم على هذا الخرق الأمنى الموجود فى وزارتها؟! ونفس الأمر ينطبق على وزارة الدفاع الأمريكية؟! فهاتان الوزارتان هما النبعان اللذان تدفق منهما نهر الوثائق التى يبدو أنها تجاوز النصف مليون وثيقة مصنفة بالكود "سرى"، أى أنه لا ينبغى لغير الجهات المختصة أن تطلع عليها، فضلا عن أن نتداولها!.

ثم قد يسأل سائل: وما مدى الخطورة فى هذه الوثائق؟

أولا: إنها قد صرحت بنوايا الدول التى كان من المفترض أن تكون دائما طى الكتمان.

ثانيا: أنها أفصحت عن الرأى الحقيقى فى بعض الشخصيات التى كان يجرى لقاؤها والتحدث معها بمستوى معين.

ثالثا: أنها أدانت بعض رؤساء الدول الذين يهربون أموال بلادهم بأسمائهم إلى بنوك أجنبية، ومهما حاولوا نفى ذلك فإن دخان التهمة سيظل عالقا فى الهواء حولهم.

ربعا: أنها أظهرت ازدواجية الخطاب لدى البعض رؤساء الدول الذين يحدثون مع شعوبهم بشكل، بينا يتحدثون مع القوى الكبرى بشكل مضاد تماما.

خامسا: أنها أفقدت الدبلوماسية الأمريكية، أو الغربية عموما مصداقيتها، فسوف يعمل كل مسئول فى البلاد النامية ألف حسب لكل كلمة يقولها أمام الدبلوماسيين.

سادسا: أنها أعادت وسائل الإعلام الحالية سنوات للخلف، بمعنى أنها إذا لم تحصل فى الحال أو فى المستقبل على وثائق مماثلة فستصبح أخبارها "بايتة" أو قديمة.

سابعا: أنها أثبتت للرافضين لنظرية المؤامرة خطأ موقفهم: فالمؤامرة كانت موجودة، ومازالت وسوف تظل.. طالما هناك طرفان: أحدهما ضعيف مظلوم، والآخر قوى مستبد.

• نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة