صدق الرئيس مبارك حينما وصف الدكتور مجدى يعقوب طبيب القلب العالمى وجراحه بأنه «نبتة طيبة من أرض الوطن»، وقال مبارك، إن يعقوب برهن على أن العمل من أجل الوطن والبسطاء من أبناء الشعب يتجاوز المفهوم التقليدى للعمل الخيرى إلى مفهوم أكثر شمولا، يقرن الأقوال بالأفعال ويسهم فى تغيير ملموس للواقع على نحو عملى، وجاءت كلمات الرئيس مبارك فى الاحتفال الذى أقيم ليعقوب والذى تم فيه تكريمه ومنحه قلادة النيل العظمى، وهى أرفع وسام مصرى.
جاء تكريم مجدى يعقوب فى توقيت يقف هو فيه على أعتاب إنجاز خيرى كبير، يتمثل فى إنشائه مركزا لأمراض القلب بمستشفى أسوان التعليمى، وأسهم فيه بعشرين مليون جنيه، علاوة على مركز للأبحاث الطبية وأمراض الدم على مساحة 50 فدانا، وجاء هذا المركز من يعقوب من أجل أبناء مصر، كفرع لنشاطه الخيرى العالمى الواسع من خلال مؤسسة «جين أوف هوب» أو «سلاسل الأمل»، التى أسسها عام 1995، وسعى من خلالها لإجراء جراحات القلب للمرضى الفقراء فى الدول النامية خاصة فى مصر، كما عمل على إنشاء وحدة متكاملة بمستشفى قصر العينى لعلاج التشوهات الخلقية فى القلب، إلى جانب ذلك ظل مجدى يعقوب يقدم خدماته الإنسانية بإجراء عمليات جراحية فى مصر مجاناً، وبلغت نحو 400 عملية، لكنه قرر أن يكون له مركز دائم، واختار أسوان كمكان، وكما يقول فإنه يستهدف أن يكون هذا المركز معنياً بالمستقبل، والتطوير والبحث العلمى.
خرج يعقوب إلى العالمية، بعد أن تخرج فى جامعة القاهرة عام 1957، وأكمل دراسته فى شيكاغو، ثم انتقل إلى بريطانيا فى عام 1962 ليعمل بمستشفى الصدر بلندن، ثم أصبح اختصاصى جراحات القلب والرئتين فى مستشفى هارفيلد من 1969 وحتى عام 2001، وأصبح رائداً عالمياً لجراحات نقل القلب منذ عام 1965.
أصبح مجدى يعقوب واحداً من أشهر الأطباء العالميين فى مجاله، وتابعه المصريون فى كل وقت دونما تفكير فيما إذا كان مسلماً أو مسيحياً، فقط هو مصرى استطاع أن يفرض نفسه على العالم أجمع بإرادة النجاح، ووصل فى ذلك إلى مصدر إلهام لكل المصريين الطامحين إلى النجاح عالميا، وأعظم ما فيه أنه ظل يذكر وطنه بوصفه صاحب الجميل الأول فى نجاحه.
اختار يعقوب أسوان مكانا لمركز القلب، بعد أن لاحظ أن المريض البسيط هناك يتحمل مشقة السفر إلى القاهرة من أجل إجراء جراحة فى القلب، فجاء اختياره للمكان انحيازا منه إلى المرضى الفقراء الذين يحتاجون بالفعل إلى طبيب بقيمته يثقون فى إنسانيته وكفاءته فى آن واحد، وحبذا لو وجدنا كبار الأطباء يحذون حذوه، فيؤسسون مراكز طبية تشمل التخصصات المختلفة فى كل عواصم المحافظات، بدلاً من تكدسها فى القاهرة.
كان بمقدور مجدى يعقوب أن يؤسس فى القاهرة، مركزاً طبياً كبيراً خاصاً يستثمر فيه اسمه من أجل حصد ملايين الجنيهات من المرضى دون رحمة أو شفقة، لكنه اختار الطريق إلى أسوان، وهو الطريق الذى يخلده، ويضعه فى مرتبة القديسين الذين تتردد سيرتهم على ألسنة الفقراء والبسطاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة