اختلف.. اتفق.. افرح.. احزن.. اصرخ.. اسكت.. كن معارضا.. كن مؤيدا.. كلها أحاسيس مقبولة من حق كل مواطن أن يمارسها.. أن يعبر عن نفسه.. أن يخرج من أزمته بالطريقة التى يراها مناسبة.. كل هذا ربما يكون محل اختلاف أو اتفاق لكن الأهم هى مصر.. الوطن.. مصرنا.. بلدنا.. تاريخنا.. حضارتنا.. شوارعنا.. حوارينا.. لابد أن نتعامل معها بعقل ووعي شديد، نحتج ونعترض ونتظاهر ضد سياسات بعض المسئولين.. لكن لا يجب أن ننجرف في طريق يصنع حالات فوضى ربما تقود البلاد إلى محطة يكون الخاسر فيها الوطن حكومة وشعبا.. لاسيما أن هناك عناصر يمكن تسميتها ( دعاة الفتنة) فى الداخل والخارج تحاول العبث، واستغلال حالة الاحتقان الموجودة فى الشارع كوقود لإشعال فتيل الأزمة واتخاذ من التجربة التونسية ذريعة لنشر الفوضى فى الشارع المصرى.. وهنا علينا جميعا أن نتوقف عند شعرة معاوية لنفصل بين لحظة المطالبة بالحقوق وتحقيق مطالب الاصلاح وبين لحظة العبث التي من الممكن أن تستخدم بشكل يأتي بنتائج سيئة.
فلو حاولنا التوقف عند أهم الأحداث التى شهدتها المحروسة الأيام الماضية وتعكس طبيعة المشهد الذي يعيشه الشارع المصرى الآن نجد أن كل هذه الازمات ليست جديدة فهى متراكمة عبر أزمنة طويلة.. شارك فى تراكمها المواطن نفسه.. صنعها ثم فشل فى مقاومتها وعندما فكر فى التصدى لها.. أشعل النيران في جسده.. فكانت النتيجة أنه مات كافرا.. وترك خلفه أرملة ويتامى وصارت الأزمة مجموعة أزمات ومن ثم فإن الخلاص من الحياة ليس حلا بل هروبا، وهروبا مبالغ فيه لا تقبله كل الأديان السماوية.. فتعالوا نتفق على أن هناك سياسات كثيرة خاطئة وأنه من الممكن مواجتها بمختلف الأساليب غير أساليب الحرق والخراب.. يمكن مواجهتها باحتجاج سلمى.. بإعلام هادف وأقلام عاشقة لهذا الوطن.. بأجهزة رقابية تكافح الفساد، بقوي سياسية ليس لها أجندات خفية، بعقول مخلصة بشكل حقيقى لتراب مصر.. بتغير سلمى تدريجى داخل مختلف مؤسسات مصر.. حتى يتم امتصاص نوبات الغضب وحتى لا تتحول مصر إلي ساحة يبحث على حسابها البعض عن البطولات مرة وعن النجومية مرة ثانية وعن المكاسب الشخصية مرة ثالثة وتبقي مصلحة مصر أخر حاجة نفكر فيها.. وفي النهاية أؤكد أنه من حق كل شخص أن يعبر عن رأيه.. لكن عليه أن ينتبه إلى أن هناك شيئا ثمينا غاليا لابد أن نحافظ عليه.. هو مصر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة