صدر عن دار العين ديوان "كتاب الخبز" للشاعر كريم عبد السلام، يقع الديوان فى 86 صفحة من القطع المتوسط، ويضم 7 قصائد هى: "ما قاله رغيف الخبز للشاعر"، "ناس القمر الساخن"، "الخروج إلى الخبز"، "العم سيد والنمر"، "أنا أحمد البدوى"، وقصيدة "ترانيم" التى تتكون من "ترنيمة الأب، ترنيمة الأخ الاكبر، ترنيمة الأم، ترنيمة الجدة، ترنيمة الأخ الصغير".
ينظر الديوان فى تجليات الخبز، والذى يسميه الشاعر "القمر الساخن"، كاشفاً عن العلاقات البسيطة التى تجمع المصريين بالخبز، وراصداً برهافة شعرية خالصة لمعاناة بشر مهمشين ينتمى إليهم كريم عبد السلام كثيراً، لذا لا نجد غرابة فى أن يهدى ديوانه لأرصفة القاهرة بمدافنها المسكونة وجسورها السماوات وناسها الصابرين.
يتحدث الشاعر عن علاقته بالخبز فيقول عن تجربته مع الخبز: "لى علاقة خاصة مع رغيف الخبز، شأنى شأن جميع المصريين، وأظن أننا ننفرد بتلك العلاقة الخاصة بتقديس الخبز ومنحه مساحة كبيرة فى وجداننا وحياتنا، نحن من جعلناه، أى رغيف الخبز، علامة على الحياة، نقول عن العمل "أكل عيش"، ونقول عن العهد "عيش وملح"، وهو دليل الأمان بين المتشاحنين، إذا أكل خبزك فقد أمن على نفسه، وفق هذه العلاقة المتينة والقديمة مع رغيف الخبز، النعمة ومعادل الحياة، أجدنى من وقت لآخر مأخوذاً بأحد تجلياته، حتى صار الخبز غرضا شعريا بالنسبة لى، كما صار تميمتى السرية للسعى والكدح فى حياة صعبة، وتكوّن لدىّ سياقُ لحالة شعرية رأيتها حتى قبل أن تكتمل بالقصائد التى تكونها، وعندما كتبت القصائد التى كنت أسعى إليها، دفعت الديوان للنشر، كما نشرت مقاطع من الديوان فى الصحف والمجلات.
يذكر أن هذا الديوان هو الثامن فى المسيرة الشعرية للشاعر كريم عبد السلام، الذى سبق وأصدر دواوين: "استئناس الفراغ"، "بين رجفة وأخرى"، "باتجاه ليلنا الأصلى"، "فتاة وصبى فى المقابر"، "مريم المرحة"، "نائم فى الجوراسيك بارك"، و"قصائد حب على ذئبة"، إلى جانب مجموعة من المقولات والحوارات والمداخلات النقدية والأدبية والثقافية بالعديد من الجرائد والمجلات. كما سبق وأصدر مجلة "شعر" المصرية وعمل مشرفا على قسم الإصدارات الجديدة بمجلة الثقافة الجديدة، وسكرتيرا لدورية "القاهرة" التى أسسها الناقد غالى شكرى، ونائبا لتحرير لمجلة "سطور"، ويعمل حاليا مديرا لتحرير جريدة "اليوم السابع".