◄◄ صدموه بالسيارة من الخلف وانهالوا عليه ضرباً وسحلوه عدة أمتار حتى أخذوا الحقيبة من يده
«رافع على محمود»، شاب، تزوج منذ سنوات، وله من الأطفال أربعة، أكبرهم لم يتعد السادسة من عمره، ضاقت به السبل فى الحصول على وظيفة حكومية فاختار العمل الحر، واختار تحديداً مجال التجارة فى كروت الشحن الخاصة بشركات الاتصالات من خلال الحصول عليها من الشركات، وتوزيعها على المحال والحصول على نسبة من عملية البيع، جمع كل ما يملك وكون مبلغاً مالياً بقيمة 70 ألف جنيه كان هو رأس ماله فى التجارة، وجمع مبلغ 37 ألف جنيه من أصدقائه ومعارفه لضمها لمبلغه الأصلى والتجارة برأس المال مقابل نسبة يسددها لهم، وبدأ فى التجارة، وبعد وقت ليس بقصير بدأت ملامح نجاحه فى التجارة تظهر ففرح بتجارته لكنه لم يكن يعلم ما يخفيه القدر له.
فبعد انتهاء عمله ليلاً، وفى طريق عودته إلى منزله بشارع خسرو فوجئ بسيارة شيفروليه تصدمه من الخلف بطريقة عنيفة، مما أسفر عن ارتطامه بالأرض عقب سقوطه لكنه ظل محتفظاً بحقيبة النقود التى تحتوى على كمية من كروت الشحن، هبط بعدها أحد مستقلى السيارة وبحوزته عصا مثل التى يستخدمها جنود الأمن المركزى، وقام بضربه بها عدة ضربات متوالية، محاولا الاستيلاء على الحقيبة التى يمسك بها، ثم فوجئ بثلاثة أشخاص آخرين يهبطون من السيارة محاولين حمله ووضعه بداخلها، لكنه استمر فى مقاومتهم مما دفعهم لاستقلال السيارة مرة أخرى وظل أحدهم متمسكا بالحقيبة موجهاً عدة ضربات، وسار قائد السيارة بسرعة مما أدى إلى سحله وسحبه أرضاً لعدة أمتار حتى فقد السيطرة على الحقيبة وهرب بها المتهمون.
توجه «رافع» المجنى عليه عقبها إلى قسم شرطة حلوان وحرر محضرا بالواقعة حمل رقم 84 أحوال بتاريخ 8/12 /2010، لكنه لم ينتظر حتى ينتهى رجال المباحث من تحرياتهم فبدأ فى إجراء التحريات بنفسه، ونجح فى التوصل إلى هوية المتهمين قبل رجال المباحث حيث تمكن من خلال علاقاته بشركات المحمول من الحصول على أسماء الأشخاص، الذين شحنوا عددا من الكروت المسروقة فى أقرب وقت لارتكاب الجريمة، ونجح فى التوصل إلى أن كلا من «محمد.خ.ع» مجند شرطة، و«شريف.ج.أ» مقيم بمركز زفتى، و«أحمد.ى.أ» مقيم بذات المركز و«رضا.أ.أ»، و«عبدالله.أ» مقيمين بذات المركز هم أول الأشخاص الذين شحنوا هواتفهم المحمولة من كروت الشحن المسروقة فى أقرب وقت لارتكاب الجريمة، خاصة أنهم قاموا بشحن كروت بمبالغ كبيرة بالرغم من أن رصيدهم جميعاً قبل الشحن لم يكن يتعدى عشر جنيهات.
وعلى الفور توجه «رافع» إلى رجال مباحث حلوان وأخبرهم بالمعلومات التى حصل عليها، وكانت المفاجأة أن معلوماته تطابقت مع تحريات رجال المباحث، وبإخطار اللواء عابدين يوسف، مدير أمن حلوان، أمر بالتنسيق مع رجال مباحث الغربية وضبط المتهمين، وتم القبض على مجند الشرطة المتهم الأول، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة تفصيليا، وأرشد عن باقى المتهمين، رغم أنه عاجز حتى الآن عن تسديد ديونه، ويترقب متى سيتم القبض على باقى المتهمين الذين استولوا على الحقيبة.
