◄◄ «المصرية للاتصالات»: تمرير المكالمات الدولية كشف شبكات التخابر.. وجهاز الاتصالات يطاردها لأنها تهدد الأمن القومى
◄◄ «التجسس الإلكترونى» من أهم الوحدات الاستخباراتية فى إسرائيل
لم تكن شبكة التجسس الأخيرة التى كشفتها مصر، وتعمل لحساب الموساد الإسرائيلى، واستخدمت تقنيات الاتصالات فى التجسس على المكالمات الدولية، هى المرة الأولى التى تستخدم فيها إسرائيل شبكات الاتصالات فى عمليات التخابر، حيث تم اكتشاف شبكة تجسس داخل شركة ألفا اللبنانية للاتصالات منذ أشهر قليلة.
وشهدت إسرائيل عمليات التجسس الإلكترونى منذ ثلاثة عقود، عندما دشن جهاز «آمان» الذى يعد أكبر الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، قسماً متخصصاً فى مجال التجسس الإلكترونى، أطلق عليه «الوحدة 8200»، واعترف الجنرال المتقاعد أورى ساغيه، الرئيس السابق لجهاز «آمان» بوجود مثل هذه الوحدة التى عدها من أهم الوحدات الاستخباراتية فى إسرائيل، موضحاً أن هدف « الوحدة 8200» هو المساهمة فى تقديم رؤية استخباراتية متكاملة مع المعلومات التى توفرها المصادر البشرية القائمة على العملاء، وتعتمد الوحدة على عدة صور من صور العمل فى المجال الاستخبارى هى: الرصد والتنصت والتصوير والتشويش، ويتطلب هذا النوع من المهام مجالا واسعا من وسائل التقنية المتقدمة.
ويعد استخدام تقنيات وخدمات الاتصالات عبر الإنترنت سواء باستخدام تقنيات وبروتوكول الاتصال الصوتى عبر الإنترنت voip, أو الاتصال من خلال «جى ميل»، ثغرة الدفرسوار فى الاتصالات لصالح شبكات التجسس، وذلك فى أعقاب القبض على الجاسوس المصرى طارق عبدالرازق الذى حاول تجنيد بعض مهندسى شركات الاتصالات للعمل لحساب إسرائيل لاستخدام تقنيات خاصة بتمرير وتهريب المكالمات الدولية، للتنصت على موظفين فى مراكز حساسة بالدولة.
وكشفت المصرية للاتصالات أن تمرير المكالمات الدولية غير القانونية يؤثر سلبا بشكل مباشر على إيرادات الشركة والاقتصاد القومى، ما دعا الشركة إلى التعاون مع الجهاز القومى للاتصالات للكشف عن هذه الشبكات وملاحقتها بالتعاون مع جميع الجهات الأمنية.
وكشف مصدر مسؤول بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات أن هناك إجراءات صارمة تم اتخاذها بالتعاون مع الشركة المصرية للاتصالات وشبكات المحمول منذ سنوات، لوقف تهريب المكالمات الدولية التى تهدد الأمن القومى وتؤثر على الشركة المصرية للاتصالات، لاسيما أنها تدخل البلاد بشكل غير شرعى دون المرور على شبكة المصرية للاتصالات.
وشدد المصدر- الذى رفض الكشف عن اسمه- على أن عمليات تهريب المكالمات الدولية أصبحت ضئيلة جدا، بسبب تخفيض أسعار المكالمات وخدمات التجوال الدولى إلى أقل مستوى له.
وقال خالد حجازى، مسؤول العلاقات الخارجية بـ«فودافون»، إن الشركة تمتلك جميع المعايير الفنية والإدارية لحماية شبكاتها من أى عمليات لتهريب المكالمات الدولية، أو أى عمليات اختراق.
من ناحية أخرى صرح مصدر مطلع رفيع المستوى بأن تهريب المكالمات الدولية لا يمكن السيطرة عليه، حيث تتم من خلال وضع شرائح للمحمول أو كابل تليفون أرضى على أجهزة الكمبيوتر من أى مكان فى العالم، ويتم تشغيل الخدمة بواسطة برامج مخصصة لذلك، وتدخل المكالمة عن طريق الإنترنت إلى مصر دون المرور على البوابة الدولية لـ«المصرية للاتصالات».
يشار إلى أن المكالمات الدولية الخاصة بشركتى المحمول فودافون وموبينيل تمر عبر البوابة الدولية للشركة المصرية للاتصالات، فيما تمر المكالمات الدولية لشبكة اتصالات مصر عبر البوابة الخاصة بها، خاصة أن رخصة تشغيل خدماتها فى مصر تضمنت حصول الشركة على بوابة للاتصالات الدولية.
وتواجه المكالمات الدولية تحديات بعد تخفيض شركتى المحمول فى السعودية «موبايلى» و«زين» أسعار التجوال بسعر الدقيقة المحلية، ما جعل بعض المستخدمين يقومون بشراء شرائح للهاتف المحمول من السعودية واستخدامها فى مصر، والتى وصل عددها إلى مئات الآلاف، مما يؤثر على الأمن القومى كون بعض تلك الخطوط دون بيانات لأصحابها.
وفى منتصف العام الماضى منع الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات استخدام برنامج «اسكايب» لتمرير المكالمات الدولية عبر الهاتف المحمول من خلال شبكة الإنترنت، لأنه يستخدم بشكل تجارى بحسب الجهاز إلا أنه استثنى استخدامه عبر الإنترنت الثابت لأنه لم يصل إلى حد الظاهرة مثل الإنترنت اللاسلكى.