سليمان الحكيم

يا لذيذ.. يا رايق!!

الجمعة، 07 يناير 2011 07:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم الخبرة الطويلة التى اكتسبها كبار المسئولين بالحكومة فى مجال التضليل والخداع طوال السنوات السابقة، إلا أنهم على ما يبدو لا يزالون على أول الطريق الذى يظهرون فيه عاجزين عن إقناع حتى المواطن البسيط بما يقدموه لنا من أدلة على نجاحهم فى الوصول بالغالبية من المواطنين إلى حالة من الرضا عن أحوالهم المعيشية وظروفهم الحياتية.

خذ عندك – مثلا – ما يقدمه الدكتور نظيف من دلائل على نجاح الحكومة وحزبها الوطنى فى رفع مستوى معيشة المواطنين حين يفتش فى أكوام الزبالة أو عن زجاجات الكوكاكولا الفارغة أو أجهزة التكييف عن تلك الأدلة التى ترجح رأيه فى النجاح الذى أحرزته حكومته برفع مستوى معيشة المواطنين والوصول بها إلى مستوى القناعة والرضا، وهى أدلة وقرائن لا تصمد أمام نظرة واحدة يلقيها المواطن – غنيا أو فقيرا – على واقعه المرير والذى تقوله إحصاءات الحكومة نفسها إن أكثر من 20% من المواطنين ينتمون إليه ويعانون ظروفه القاسية، بينما ترفع إحصاءات أخرى أكثر موضوعية وحيدة هذه النسبة إلى ما يقرب من 40% من الشعب الذى يرزح تحت خط الفقر بما يمثله من دولارين فى اليوم، وإذا كان د.نظيف أو أحمد عز قد عمد إلى التضليل والخداع بتقديمه لمثل هذه الإحصاءات والأرقام التى قدمها كل منهما فقد تجاهل الرجلان أرقاما أخرى ربما كانت ستساعدهم أكثر فى إيهام المواطنين بتحسن ظروفهم المعيشية منها مثلا زيادة أعداد الشماريخ والصواريخ فى أيدى الصبية من جماهير الألتراس الكروى، وزيادة فى استهلاك أكياس الشيبسى واللبان فى مدرجات الملاعب، وارتفاع المعدلات فى الإقبال على محلات الهامبورجر والشاورما، والإقبال أيضا على دور السينما خصوصا أفلام الجنس والعرى!

لماذا الكوكاكولا التى اختصها رئيس الوزراء وحدها لتكون دليله على ارتفاع مستوى معيشة مواطنيه، وهناك أنواع أخرى من نظيراتها مثل "سفن أب"، خاصة وأن الشعار الذى يرفعه هذا النوع من المياه الغازية "يا لذيذ.. يا رايق" يتناسب مع حالة الانتعاش التى يريد الدكتور نظيف تأكيدها!

ولا أعرف كيف يتجاهل الدكتور نظيف دليلا آخر أكثر قدرة على الإيهام والتضليل وهو زيادة المساحات من الأراضى التى تمكن عدد من المواطنين الاستيلاء عليها بملايين الأمتار، وهو ما يدل على زيادة القدرة الشرائية للشعب المصرى!

وهناك أيضا زيادة مضطردة فى عدد القرى السياحية و"كمباوندنات" أو المنتجعات التى انتشرت فى ربوع البلاد سواء على الشواطئ السياحية أو حتى فى المناطق الصحراوية، وهو الدليل القاطع على زيادة الدخول وارتفاع مستوى المعيشة إلى حد الرفاهية والترف لدى جموع المواطنين، انعكاسا لسياسة ناجحة للحكومة والحزب الوطنى وهو ما أدى بدوره إلى اكتساح مرشحى الحزب للانتخابات الأخيرة كما أحمد عز فى الأسباب التى قدمها تفسيرا لهذه الظاهرة الجديدة التى طرأت على الحياة السياسية فى مصر على يديه!

هكذا وصلت نشوة الانتصار بالدكتور نظيف وأحمد عز فلم تدع لأى منهما فرصة للتمهل أو التفكير فى الكثير من الأدلة والقرائن التى يزخر بها الواقع على نجاح الحكومة وحزبها فى رفع مستوى المعيشة إلى حد الرفاهية والترف والتى كانت السبب الأول والرئيس فى الاكتساح الذى حققوه فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والاكتساح الذى سيحققونه بكل تأكيد فى الانتخابات الرئاسية القادمة.. علينا وعليكم بألف خير.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة