أنا أحد أناس كثيرين أضناهم الشوق لرؤية السيد اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية يطل علينا عبر شاشة إحدى القنوات أو الصحف، يفسر لنا حالة الانفلات الأمنى التى تجرى فى مصر والتى وصلت إلى ذروتها خلال الفترة الماضية أمام مبنى ماسبيرو فى أثناء احتجاجات الأقباط، واقتحام قسم شرطة روض الفرج وإصابة عدد من ضباطه وجنوده، يشرح لنا وجهة نظره فيها ومن يتحمل مسئوليتها.
لكننى وقبل أن أبوح بذلك فاجأنا وزيرنا البطل بظهوره، على طريقة رئيس وزرائنا –الفلتة- الدكتور عصام شرف يعلن مدونته التى تحدد القواعد والسلوك الأخلاقية للعمل الشرطى، وكأن هذه هى مشكلتنا التى تقض مضاجعنا أو أنها تحمل الحل السحرى لأزمتنا الأمنية فى مصر، وستنهى حالة الخصام بين الشعب ورجال الأمن الموجودة فى المجتمع منذ قرون وقبل اندلاع ثورتنا المجيدة.
المدونة تطالب بعودة الأمن للشارع، وكأننا نحن من سيفعل ذلك وليس وزارة الداخلية، وأكدت أن الشعب هو مصدر السلطات فى لفتة إنسانية كانت غائبة عنا اكتشفها السيد اللواء العيسوى بعد طول بحث وتدقيق.
المشكلة أن سيادة الوزير لم يذكر لنا كيف يعيد إلينا الأمن فى الشارع حتى الآن، أو كيف يوفره لجهازه العتيق الذى يعجز عن الدفاع عن نفسه، إذ لا تزال أقسام الشرطة حتى الآن هدفا للبلطجية والمجرمين، الذين أثبتوا بالدليل العملى أنهم أقوى من جهاز الشرطة، وأنهم قادرون على هزيمته فى كل معركة يخوضونها مع أفراده.
يا معالى الوزير لا نخفيك سرا أننا نشك فى قدرتك أنت وجهازك على توفير الأمن لنا، وحينما تفعل ذلك سيكون هناك مجال للحديث عن قضايا ميثاق الشرف التى أصدرتها وزارتك وهى رغم أهميتها إلا أنها لا تحتل أولويتنا حاليا، اشرح لنا كيف تضع خطة أمنية محكمة، يأمن بها الناس على حياتهم وأرزاقهم، اخرج عينا لتعلن أن رجالك أحبطوا عملية إجرامية كادت أن تقع فى مصرنا وأنكم منعتم ذلك، وقتها سيرفع الناس لك أنت ورجالك القبعة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة