أجمع عدد من النقاد على استحقاق الشاعر السويدى توماس ترانسترومر الفوز بجائزة نوبل للآداب هذا العام، والتى تم الإعلان عن نتيجتها أمس، الخميس، بالأكاديمية السويدية، مؤكدين على أن هذا الشاعر يمتلك من الأعمال الإنسانية ما يؤهله لذلك، وملقين باللوم على المركز القومى للترجمة الذى عادة ما يتجاهل كبار الكتاب العالميين ولا يترجم أعمالهم إلا بعد الفوز بالجوائز.
قال الناقد الدكتور عبد المنعم تليمة، إن جائزة نوبل للآداب ذهبت هذا العام لمن يستحقها، خاصة أن أعمال الشاعر السويدى توماس ترانسترومر متقدمة وإنسانية وواسعة الأفق وتستوعب كل التطورات الإنسانية.
وأضاف تليمة لـ"اليوم السابع"، أن هذا الشاعر يمثل ذروة الشعر الأوروبى ذلك لأن أعماله تتماشى مع تقاليد الشعر الأوروبى العظيم التى بدأت فى القرن الخامس والسادس والسابع عشر وتتسم بالتركيز على الطبيعة.
من جانبه، ناشد الناقد الدكتور صلاح فضل، المترجمين العرب، وتحديدا المقيمين فى دولة السويد ويتقنون لغتها، بأن يقوموا بترجمة أعمال ترانسترومر الشعرية إلى العربية مباشرة بعيدا عن استخدام أى لغة وسيطة، لأن ذلك لن يفقدها ماء الإيقاع فحسب ولكن أيضا سيجعلها تفقد كثيرا من ماء الشعرية أيضا.
وأضاف فضل أن منح جائزة نوبل للآداب لشاعر سويدى، شىء مبرر ومفهوم، فكثيرا ما تحاول الأكاديمية السويدية أن تبرهن للجميع من وقت لآخر أن لديها مبدعين يستحقون تلك الجائزة، وإن منحها لكبار المبدعين العالميين فى الآداب لا يحول دون الاعتراف بأهمية المبدعين السويدين.
وتابع: أحسب أن ذلك لن يثير حساسية لدى أحد، فمن حقهم أن يشجعوا أدبهم لكن الواقع أن هذا الشاعر بلغ الثمانين من عمره وأصيب بجلطة دماغية فى الأعوام الأخيرة، الأمر الذى يضفى مسحة من الشفقة على منحه هذه الجائزة.
فى حين قال الناقد والشاعر شعبان يوسف، إن توماس ترانسترومر، شاعر جيد وقد قام أدونيس من قبل بكتابة مقدمة إحدى ترجمات أعماله لدرجة أن النقاد والشعراء العرب اتهموا أدونيس بأنه يسعى من خلال ذلك لكسب ود الكتاب السويديين.
وألقى يوسف باللوم على المركز القومى للترجمة، قائلا دائما ما يتجاهل القومى للترجمة الأدباء العالميين ولا ينتبه لهم سوى بعد منحهم الجوائز ووقتها فقط نقرأ لهم أعمالهم مترجمة للعربية.
وأكد يوسف أن ترانسترومر شاعر راسخ لديه نزعة إنسانية عالية ولديه من الأعمال الأدبية ما يجعله يستحق تلك الجائزة، خاصة أن تلك الأعمال تركز على التأمل فى الحياة الإنسانية وتخرج عن حدود أسوار بلاده لتعبر عن الإنسان بشكل عام، وأضاف أن الشاعر لديه من حيثيات القيمة الفنية والإنسانية ما يؤهله للفوز بعيدا عن أى انحيازات سياسية.