"المعماريين المصريين الرواد.. خلال الفترة الليبرالية بين ثورتى 1919 و1952" هو عنوان الكتاب الصادر حديثا عن دار مدبولى للنشر للكاتبة شيماء سمير عاشور.
الكتاب الذى يقع فى 446 صفحة يتناول دراسة عمارة مصر الحديثة على يد الرواد المعماريين المصريين الذين بدأوا عملهم مع بداية القرن العشرين، وذلك لعدة أسباب أولها أن العمارة المصرية المعاصرة تمر بمحنة، فنتاج العمارة المصرية المعاصرة لا يعبر عن الهوية المصرية إلا فيما ندر، وذلك كنتيجة طبيعية للانبهار بالحضارة الغربية، وفقدان الثقة بالنفس، ونتيجة لاعتقاد خاطئ بأن التشبه بالحياة الغربية هو الطريق الوحيد للتواصل مع مستجدات العصر.
ثانيا، تمثل هذه المرحلة أحد مراحل الفكر البنائى المصرى المهمة حيث إنها تمثل مرحلة انتقالية بين الفكر التقليدى واتجاهات التحديث أو كما يطلق عبد الحليم إبراهيم على تلك المرحلة ثقافة الشرخ وبالتالى فإن دراسة هذه المرحلة يكمل دور الحياة المعمارية ويساعد فى التعرف على معالم اللبنات الأولى فى الهرم الثقافى المصرى.
ثالثا، تعتبر هذه المرحلة عودة للمعمارى المصرى لبناء مجتمعه، فالعمارة المصرية ظلت نتاجًا مصريًا حتى حكم محمد على وأولاده الذى بدأ مشروع تحديث الدولة واستعان فى ذلك بالمعماريين الأجانب.
رابعًا، ندرة الكتب التى تتناول الرواد الأوائل وسيرتهم وتاريخهم ونتاجهم البنائى مقارنة بأعمال قرنائهم الأجانب، الأمر الذى يؤدى إلى هيمنة الفكر الغربى والمكتبة الغربية بمضامينها ونظريتها على نظيرتها المحلية.
خامسا، إغفال تناول العمارة المصرية الحديثة فى دراسات نظريات العمارة فى مدارس العمارة المصرية واقتصارها على تاريخ العمارة التراثية أو نظريات العمارة الغربية المعاصرة، مما يؤكد على ضرورة مراجعة القوالب التقليدية للعملية التعليمية للمعمارية لإحتواء مقومات الشخصية المحلية الأصيلة.
ويهدف الكتاب إلى تناول عمارة الرواد خلال العقود الثلاثة ما بين 1919 و1952 مع التعرف على تأثير الجوانب المحيطة بهذه العمارة فى الفترة المحددة والمتمثلة فى الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية المؤثرة فى الفكر والنتاج المعمارى.
ويتناول الكتاب ثلاثة أبواب وهى: "واقع المجتمع المصرى وانعكاسه على العمارة والعمران خلال الفترة الليبرالية من 1919 و1952"، أما الباب الثانى فهو بعنوان "الفكر السائد بالمجتمع وانعكاسه على التوجهات المعمارية فى الحقبة الليبرالية من 1919 وحتى 1952"، أما الباب الثالث فبعنوان "نموذجين لرواد العمارة خلال الفترة الليبرالية من 1919 و1952".
